كيف أشعل "نافالني" حرب الدبلوماسية بين روسيا وأوروبا؟

2207 مشاهدة
02:20 - 2021-05-01
تقاریر و تحقیقات

الداعي نيوز | تقارير 

تتوالى ردود الافعال الأوروبية تجاه روسيا على خلفية الأزمة التي أشعل فتيلها معارض روسي شاب، وبدأ بعدها مسلسل طرد الدبلوماسيين المتبادل بين روسيا ودول أوروبا، ماينذر بتطور خطير قد يتجاوز مجرد طرد دبلوماسيين إلى ماهو أشد، وقد تشهد المنطقة برمتها تحالفات يمكن لها ان تغيّر الكثير من التوازنات، اذا ماعلمنا ان كثيرا من التحديات السياسية والاقتصادية والصحية تعصف بالمنطقة والعالم وقد تعجّل من إشعال عود الثقاب الذي يمسك به نافالني، لاسيما أن تعقيدات جمة تخيم على المشهد الروسي.

صور من احتجاجات ضد الرئيس بوتين تطالبه بإطلاق سراح المعارض الروسي أليكس نافالني

فالدب الأبيض الصلب العنيد قد لايقف بوجه رشقات وحدة وتكاتف دول اوروبا المتكاتفة نسبيا.
وقد يمسي"نافالني" عود الثقاب الذي سيشعل حربا تلي حرب الدبلوماسية بين روسيا وأوربا، تكون أدهى وأمر من الأولى. 

أليكسي أناتولييفيتش نافالني، شاب من مواليد  1976، محام وناشط سياسي روسي، منذ عام 2009، اكتسب شهرة في روسيا، وخصوصا في وسائل الإعلام الروسية، وبين أوساط الشباب الناقم على سياسة بوتين، انتقد الفساد في روسيا، وواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتظاهرات شبابية ومنشورات توثق مواطن الخلل في الدولة الروسية. 

واستغل نافالني مدونته على موقع لايف جورنال لتنظيم تظاهرات واسعة النطاق لمعالجة قضايا يعتقد أنها خاطئة في بلاده، واعتقل على إثر ذلك من قبل السلطات الروسية في 17 كانون الثاني الماضي بعد عودته من ألمانيا، حيث كان يتعافى من حالة تسمم مفترضة بغاز أعصاب أثارت موجة من الحرب الكلامية بين روسيا والغرب الذي حمّل موسكو المسؤولية عن ذلك، وهو ما نفته الأخيرة مرارا وتكرارا. 

الدب الأبيض الصلب العنيد قد لايقف بوجه رشقات وحدة وتكاتف دول اوروبا المتكاتفة نسبيا وقد يمسي"نافالني" عود الثقاب الذي سيشعل حربا تلي حرب الدبلوماسية بين روسيا وأوربا، تكون أدهى وأمر من الأولى.

وأمر القضاء الروسي باحتجازه بتهمة انتهاكه شروط إدانته عام 2014 بعقوبة بالسجن مع وقف التنفيذ، ومثل نافالني أمام المحكمة بموسكو بتهمة انتهاك شروط الرقابة القضائية المفروضة عليه، وهي قضية أدت إلى احتجاجات وتوترات جديدة بين الدول الغربية وروسيا. 

وخلال الجلسة أكد ممثلو الادعاء أن المعارض انتهك بشكل منهجي شروط حكم بالسجن لمدة 3 سنوات ونصف السنة مع وقف التنفيذ صدر العام 2014، وبالتالي ينبغي تنفيذ الحكم.

من هنا بدأت الأزمة

حيث ردت الدول الأوروبية على خطوة روسيا طرد دبلوماسيين لدعمهم المعارض أليكسي نافالني، بطرد دبلوماسيين روس. 

وابتدأت موسكو بمسلسل الطرد بدبلوماسيين من ألمانيا وبولندا والسويد لاتهامهم بدعم نافالني. 
ألمانيا من جانبها اعلنت طرد موظف في السفارة الروسية، السويد قالت إنها ستطرد دبلوماسيا روسيا ردا على طرد موسكو دبلوماسيين أوروبيين.

فيما أعلنت بولندا طرد دبلوماسي روسي ردا على طرد موسكو دبلوماسيين أوروبيين. 

روسيا علقت على قرار الدول الأوروبية بالقول إن قرار ألمانيا والسويد وبولندا طرد دبلوماسيين روس لا أساس له. 

واستمر نافالني بإشعال الأجواء في المنطقة الباردة، حيث طردت روسيا بعدها دبلوماسيي ثلاث دول واتهمتهم بالمشاركة في تجمعات غير قانونية في 23 كانون الثاني، في سانت بطرسبورغ وموسكو.

داعمة للمعارض المسجون أليكسي نافالني، واعتبرت أن تلك الأفعال غير مقبولة ولا تتوافق مع صفتهم الدبلوماسية.

وزير خارجية الاتحاد الأوروبي أعلن حينها أنه يدين بشدة قرار روسيا طرد دبلوماسيين أوروبيين خلال زيارته لموسكو، داعيا إلى "إعادة النظر" في هذا القرار. 

وعلى وقع تسارع الاحداث في أزمة نافالني وتعقد المشهد على حدود روسيا مع اوكرانيا،  وتداعيات أرمينيا التي انصفها جو بايدن وخذلَ انقرة في قضية التطهير ضد الأرمن،  يقابله كر وفر في العلاقة بين طهران والرياض، وسوريا والعراق والتهديد المتواصل للجماعات الارهابية، وفتور العلاقة بين قطر والسعودية، ودول تخبئ رأسها ظنا منها أنها ستكون بمأمن من مارد يتحين الفرص لينقض على الأضعف . 

 كل هذا قد يصب الزيت على النار ويشعل فتيل حرب أقسى وأمر من سابقاتها، في ظل ترسانة عسكرية تدار من خلف الكيبورد، وتحالفات قد ترشح عن هذا المخاض، يمكن لها أن تفاجئ حتى أصحابها، ولن يسلم حينها لا قاص ولادان، إلا اذا غلّب الفرقاء الحكمة والعقل والمنطق على لغة العناد والوعيد. 

لا يمكن لاحد بان يتصور انه سيكون بمنأى اذا كشر الدب الروسي عن أنيابه واجتمعت دول اوروبا على خنجر تحالف قد يدس امراء الحروب السم فيه، دون علمها، فتكون" فتنة أشد من قتل"،  لتعيد إلى الذاكرة من جديد مأساة الحرب العالمية بشقيها الأولى والثانية..  "لا سامح الله".

اختيار المحررين