حسين امين يتحدث عن استاذه مصطفى جواد

06:01 - 2023-11-16
علي ناصر الكناني


الداعي نيوز / مقالات  


بمنتهى التواضع والايثار والنبل والعرفان ولعمري انما هي تلك سمات و اخلاق  الكبار والعلماء حينما يتحدثون باجلال وتقدير ووفاء عن اساتذتهم وممن تعلمو على ايديهم ونهلوامنهم العلم والمعرفة .
في احد لقاءاتي الصحفية التي اجريتها قبل سنوات طوال مع شيخ المؤرخين استاذنا الكبير العلامة الدكتور حسين امين طلبت منه ان يحدثني عن جوانب من طبيعة علاقته باستاذه وصديق عمره العلامة الكبير الدكتور مصطفى جواد فقالُ.. 
اود ان :اقول لكم وللجميع بكل فخر واعتزاز ان الدكتور الراحل مصطفى جواد كان استاذي ومعلمي الاول فهو شخصية ليست عراقية فحسب بل هو شخصية عالمية نفخر ونعتز جميعاً بها. ومازلت أذكر ان أول لقاء جمعني به كان في عام 1930 حين درسني في مدرسة المأمونية الابتدائية، وكنت حينها ما ازال طالباً في الصف الاول الابتدائي، وبعد انهائي لمرحلة الدراسة الابتدائية ودخولي مرحلة الدراسة المتوسطة كنت اراه خلال طريقي بالذهاب والاياب  الى المدرسة فأسلم عليه وكنت من  المستمعين والمتابعين لبرنامجه الاذاعي المعروف(قل ولا تقل) الذي كان يبث عن طريق الاذاعة بعد افتتاحها عام 1936. 

ؤبعد افتتاح البث التلفزيوني  عام ١٩٥٦  .
و في اواخر الخمسينيات قمت باعداد وتقديم برنامج الندوة الثقافية من على شاشة تلفزيون بغداد  الذي ذاع فيما بعد صيته وشهرته  و:في عام 1958 وبعد قيام ثورة 14 تموز كنت حينها ماازال في مصر لغرض الدراسة لنيل الدكتوراه هناك وكان وزير التربية ذلك الوقت هو الاستاذ جابر عمر الذي كان من اساتذتي ايضاً فدعاني للعودة الى العراق بعد ان اصدر امراً بتعييني في جامعة بغداد كاستاذ في كلية الاداب . وبعد فترة نقل لي الصديق الاديب خالص عزمي رغبة وزير الارشاد انذاك بتقديم برنامج تلفزيوني من شاشة تلفزيونن بغداد اسمه الندوة الثقافية وكان البث مباشراً على الهواء من دون تسجيل ، وبعد فترة من الزمن التقيت الدكتور مصطفى جواد وعرضت عليه فكرة مشاركتي بهذا البرنامج فرحب بالفكرة ، فتواصلنا بتقديم البرنامج بشكل مستمر حيث استضفنا عدداً من الاعلام والمفكرين والادباء العراقيين المعروفين انذاك ، من بينهم الدكتور علي الوردي، وفؤاد عباس وجعفر الخليلي وآخرين غيرهم من بينهم الشاعر اللبناني الكبير ميخائيل نعيمة الذي اتحفنا بقصيدة رائعة كان مطلعها يقول:اخي عاد بعد الحرب جندي لاوطانه والقى جسمه المنهوك في احضان خلانه وبعد فترة انضم لاسرة البرنامج الباحث سالم الالوسي الذي كان يقوم بتزويدنا بالصورالاثارية والتراثية بحكم عمله كمسؤول في دائرة النشر التابعة لمديرية الاثار والتراث العامة . وكانت مشاركته طيبة ومفيدة ، وبعد سفري الى مصر اوكلت اليه ادارة البرنامج وبعد عودتي تواصلنا ثانية لتقديمه سوية حتى وفاة الدكتور مصطفى جواد .
رحم الله رموزنا ومفكرينا العظام واعلامنا الكبار وطيب ثراهم واحسن عاقبته..  فهكذا هي الحياة معلم وتلميذ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين