في ذكرى ثورة العشرين الخالدة

09:27 - 2023-06-27
علي ناصر الكناني

الداعي نيوز/ مقالات

الهوسة والأهزوجة وزغاريد النسوة كانت تثير الحماس في نفوس رجال الثورة وابطالها 
 
لعبت الأهزوجة والهوسة التي يتكفل بنظمها وترديدها المهوال وهي عبارة عن مقاطع أو قصائد شعرية شعبية تقال في المواقف الحرجة من قتال أو ماشابه وتستلزم مشاركة الجميع بترديد المقطع الأخير الذي يقوله الشاعر مع الإتيان بحركات مقصودة بالأيدي والسلاح لاستنهاض العزائم والهمم لدى  الرجال المجتمعين وحثهم على الاندفاع الى ساحة القتال والمجابهة مهمة صعبة  تحتاج الى تكاتف وشد أزر الجمع لإنجازها، كما تقال الأهازيج في المناسبات الحزينة لرثاء عزيز أو كبير لقومه توفى أو تحقق فرحة كبيرة أو نصر معين على عدو أو خصم، وقد اشتهر بنظم وقول هذا النوع من الأزهايج والهوسات عدد كبير من الشعراء والشاعرات اللائي عرفن بشجاعتهن ومقدرتهن العالية في قول الشعر ونظمه. وقد كان لهؤلاء الشعراء والشاعرات دور بارز ومهم في أحداث سياسية  مرت بالعراق، وكان أبرزها في ثورة العشرين الخالدة وذلك قبل أكثر من تسعة عقود من الزمن حين انتفض الشعب بكل فئاته وأطيافه بثورة عارمة ضد التسلط الاستعماري البريطاني على البلاد آنذاك  بعد دخول جيوشه العراق. :  
لقد كان للأهازيج الحماسية والهوسات الشعبية التي تصدح بها خناجر الشعراء ذلك الوقت، دورها المؤثر في اثارة الحماس والشجاعة في نفوس المقاتلين في الإقدام  والاندفاع نحو ساحات المعارك كما ذكر لي الشاعر عبد السادة الكصاد قبل اكثر من اربعين عاما وقد كان  للهوسات الحماسية والأشعار دور فاعل في تاجيج نار الثورة في نفوس الثوار وتقوية عزائمهم في الصمود ومواجهة العدو.  
، ومن هذه الهوسات والأهازيج الحماسية التي كانت تقال في التجمع والهجوم. 
 - من هلهلت وبويد إجوها 
- فزوع العشاير تلكوها  
جيوش كثرة  سدروها  
- وإطوابهم كلها خذوها   
- هوايه المياجر عكبوها  
وللمرأة دورها في الثورة  
-لقد شاركت المرأة العراقية في ملحلمة ثورة العشرين  الخالدة  بالقاء الشعروالاهازيج  لشد عزائم الرجال ومرافقة الثوار في القتال وبالاسلحة المتواضعة والبسيطة  التي كان يمتلكها الثوار التي لاتتعدى البنادق القديمة والفاله والمكوار وغيرها من الأسلحة التقليلدية، وكان مجموع شاعرات الثورة ما يزيد عن اربعين شاعرة واذكر منهن.. حضية العارضية وسكينة العسل وزهرة الجابرية وسكونة الكرعاوية وداهية البدرية وفطومة ال ابراهيم واخريات غيرهن.  
"وكانت من بين النساء الماجدات شاعرة تدعى  (فطيمة بنت كاطع) من عشيرة بني عارض في منطقة الرميثة وكان لها ثلاثة اولاد كانوا وزوجها مع المجاهدين، وقد استشهدوا جميعاً في المعارك التي جرت في منطقة العارضيات. فكانت هذه المرأة المجاهدة تقف في وسط  المعركة وتثير الهمم وتشد من اندفاعهم في الذودعن وطنهم ودينهم.  
وعندما قتل ولدها الاكبر وقفت على  جثته وانشدت قائلة:  
عفية إولدي شيال راسي  
ردتك ترد ذوك الجواسي  
وبموتتك قويت باسي  
وبعد مقتل زوجها هو الآخر وقفت عليه تنديه قائلة 
عمرك كضيته إبعز يميزر  
ولا واحد اليدناك يكدر 
وبمعزتك إتعارج العسكر 
ولمواطنك معرض مكنطر  
الفخر الك جاورت حيدر  
ويذكر ان هذه المرأة بعد أن فقدت زوجها واثنان من اولادها في المعركة جاءت لولدها الاصغر ويدعى حاتم الذي نفذت ذخيرة مؤونته، فنذهب في الرميثة ليشتري بعض احتياجاته فتأخر هناك، فجاءت إليه وهي تصرخ في وجهه وتلومه عن تأخره عن اللحاق بابناء عمومته الى ساحات المعارك وهددته بعدم الرضا عنه فما كان منه الاان اسرع مندفعاً وهو يحمل سلاحه الى ساحة المعركة وهي تملاً الاجواء صخباً بزغاريدها  
الشاعرة زهرة بنت محيسن وشهداء بغداد 
لقد نعت الشاعرة الجنوبية زهرة بنت محيسن  من عشيرة الظوالم احد الشباب الشجعان في بغداد وهو الشهيد  عبد المجيد كنه حين القت السلطات المحتلة عليه القبض بتهمة التحريض على الثورة ونفذت حكم الاعدام فيه 25 ايلول عام 1920 فأثارتها هذه الحادثة فقالت بحقه قصيدة شعرية رائعة ومن بين ما قالته في ابياتها..  
البغداد ياطارش إتعنه  
 كلها الرميثة إجذبت ونه 
إمن اسمعت بعدام ابن كنه  
عفرم عله الليث المجنه  
عبد المجيد امسى الوطنه  
شهيد وسجل التاريخ عنه  
للوطن ما خيبت له ظنه

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين