العنف ضد المرأة

08:24 - 2022-11-27
حسين علي الحمداني

الداعي نيوز / مقالات 

العنف ضد المرأة ظاهرة موجودة في كل مجتمع وفي كل زمان ،وهذه الظاهرة لها نتائجها الخطيرة في عملية بناء الأسرة والمجتمع وتماسكه من جهة،ومن جهة ثانية تتعارض كليا مع قوانين الحياة الطبيعية التي جعلت من المرأة شريكة للرجل منذ بداية الخليقة التي لم يكن لها لتكون بهذه الصورة التي نراها اليوم لولا الرجل والمرأة معا.وهذا ما يجعلنا ندرك إن الحياة الطبيعية هي شراكة بينهما وكلاهما يكمل الآخر.
لهذا نجد العالم قد خصص يوم 25 تشرين الثاني من كل عام هو اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناهضة العنف ضد المرأة والقضاء عليه، والعنف ضد المرأة يتخذ أشكالا عديدة لعل أبرزها العنف الجسدي الذي ظل مستمرا منذ قرون طويلة ولا زال موجودا في الكثير من المجتمعات الشرقية منها والغربية على حد سواء، وإذا كانت المرأة الشرقية تكتم هذا العدوان عليها بحكم الموروث الاجتماعي،فإن المرأة في الغرب لا تتردد في الجهر بذلك وأحيانا كثيرة إقامة شكوى رسمية على المعتدي عليها حتى وإن كان أحد أفراد أسرتها وبالتالي نجد إن هذه الظاهرة بحد ذاتها تقودنا لأن ندرك حجم العنف الذي يصيب المرأة بكل عناوينها سواء( أم ، أخت ، زوجة ، ابنة) مضافا لذلك أنواع العنف الأخرى.
وإذا ما نظرنا إلى واقعنا نجد إن مستويات العنف تزداد يوما بعد آخر من خلال سلب الكثير من حقوق المرأة خاصة ما يتعلق منها بالحقوق الاجتماعية والصحية والثقافية والسياسية مما أدى إلى تعطيل نصف المجتمع من خلال تغييب المرأة عن أخذ دورها في الحياة العامة.
وكما أشرنا فإن العنف بكل أشكاله التي تعرضت له المرأة من مخاطره  انعكاس ذلك على تربية الأبناء خاصة (الإناث) ونجد في مجتمعاتنا الشرقية بالذات تغييب حقوق المرأة خاصة في مجال التعليم وحرمانها منه وزيادة نسبة الأمية وسط الإناث، وحرمانها من الحقوق الأخرى كالإرث وغيره مما يجعلها كائن ضعيف غير قادر على أخذ حقوقه.
وحتى القوانين والتشريعات التي أقرت في دولنا لحماية المرأة والحد من ظاهرة العنف ضدها،نجد إن هذه القوانين مجرد حبر على ورق ولا تجد حيزا للتطبيق وهذا له أسبابه الكثيرة لعل في مقدمتها كما أشرنا ثقافة المرأة نفسها ومحدوديتها ثقافتها وإدراكها لحقوقها وبالتالي هذا يتطلب زيادة وعي المرأة ومعرفة حقوقها القانونية التي شرعت لأجلها بغية أن تأخذ دورها الفعلي في المجتمع. وهذه مهمة الدولة في زيادة الوعي لدى المرأة بحقوقها ومن شأن ذلك أن يجعل مجتمعاتنا متكاملة وقادرة على أن تكون مجتمعات قادرة على النهوض .

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين