الداعي نيوز / مقالات  

قبل  ان نفكر بان يحكمنا دكتاتور علينا أن نصنع هذا الدكتاتور
وصناعته من واجبنا كشعب ونحن نعرف كيف تتم صناعة الدكتاتور ..كل شعوب الشرق تعرف هذا جيدا  وتجيد صنعتها بمهارة عالية .
العراق في دستوره بلد ديمقراطي تعددي لكن في واقعه ديكتاتوري تعددي !! كيف هذا ؟ نحن نبحث عن دكتاتور واحد ولا نقبل تعدد الدكتاتوريات في بلدنا ونعتبر هذا تقسيم للبلد رغم أن كل منا وعلى مدار السنوات الماضية صنع دكتاتوره الخاصة به لدرجة بات لدينا أكثر مما نتصور من هؤلاء الدكتاتوريين لقد بالغنا كثيرا في أعدادهم ولم نكتفي بدكتاتور واحد نحتفل ونحتفي به ونمجده وندعو له بطول العمر ..بل تشتتنا وكل منا اتبع دكتاتوره ويرفض دكتاتورية الآخرين.
ما المطلوب منا الآن؟ان نتفق على دكتاتور واحد فقط وفق مواصفات نضعها قد نختلف فيما بيننا على هذه المواصفات لكن لا بأس فنحن هنا لا نختار وليا صالحا بقدر ما اننا سنختار رجل قد يعدمنا فيما بعد لكن لنتفق على مواصفات الدكتاتور طالما فشلت الديمقراطية في منحنا حياة حرة وكريمة وعدالة اجتماعية ..من مواصفات الدكتاتور كما نعرف أن يكون قاسي القلب ولا يعرف الرحمة ويبدأ مشوار حياته بحملة اعتقالات واعدامات لمن لا يرضاهم..ليس بالضرورة أن يكون أحد ضباط الجيش لكن بإمكانه أن يرتدي أعلى الرتب العسكرية .
ومن مواصفاته في مرحلته الأولى أن يكسب رضا الشعب من الناحية المادية وهذه سهلة في بلد مثل العراق فيه من الموارد ما يكفي هذا الشعب القنوع الذي يفرح كثيرا اذا ما تفضل الدكتاتور يمنحه عيدية أو زيادة بسيطة في الراتب .
لكن ما نخشاه أن يدخلنا دكتاتورنا المحبوب في دوامة حروب على وقع اناشيد وقصائد مثل احنا مشينا للحرب وغيرها ..نعم نحن بحاجة ماسة لدكتاتور مخلص لنا ولا ضرر أن يكون عميلا لدولة عظمى تحميه وتحمينا وليس بالضرورة أن تكون هذه الدولة العظمى أمريكا . 
هل نجد هذه المواصفات موجودة في دكتاتوريات العراق الان ؟مع الأخذ بنظر الاعتبار أن كل الدول المجاورة لنا تحكمها أنظمة دكتاتورية محبوبة من شعوبها كما يظهر لنا واغلبنا يتمنى أن يكون بلدنا مثلهم.