الداعي نيوز / مقالات

في سيارة الاجرة، تحدثَ الذي يجلسُ بجانبي كثيرا عن الطيور ، ثم انه التفتَ نحوي وسألني: هل تحب الطيور ؟، اجبته ضاحكا: انه اجمل افلام هتشكوك!!, ضحك الرجل معي ولا ادري ان كان يعرف هتشكوك لكنه اشار بعصبية لآخر فلكة ونحن نجتاز  بغداد الجديدة باتجاه سريع الدوره وهو يقول: هذه تسمى فلكة الطيور ، من هنا كنت اشتري البلابل وانواع الطيور، اشتري طعامها واقفاصها لكن لو تدري ما حدث هنا، هنا تكررت الانفجارات، التفتَ نحوي متساءلا : هل يكره الارهابيون الطيور ؟.
اجبته: يكرهون كل شيء.
قال :  احترقتْ الناس وصاروا اشلاءا، هنا حلقتْ ارواحهم نحو السماء.
كنتُ اكتفي بإماءة من رأسي دليلا على الموافقة لكنه ندسني من كتفي لأنتبه له وهو يقول : اني ارى الطيور المحلقة هنا وكذلك التي في الاقفاص، هي ارواح القتلى المساكين .
 حدقتُ عبر نافذة السيارة ، جوقة طيور تدور في سماء بغداد الجديدة، تهبط احيانا حتى تكاد تلامس السيارة وسرعان ما ترتفع ثانية، ثم تعيد الكرة وتقترب كثيرا وكأنها تريد ان تقول شيئا وصرت اصغي لخفق اجنحتها وضربات قلبها المتسارعة، التفتُ نحو صاحبي لأخبره بأن موضوع الطيور هذا قد عكّر عليَّ الصباح لكني لم أجده، عاينت في السيارة وكانت فارغة تماما ، والحقيقة الصادمة عدم وجود سيارة على الاطلاق، لقد كنتُ وحدي في قفص ملون يطل على فلكة الطيور .