أوهام رجل في السبعين

06:50 - 2025-08-26
طالب المحسن
الداعي نيوز / مقالات
يذهب مسرعا وكأنه فز من حلم، يذهب الى الخزانة يبحث عن صندوق رسائله الذي يدسه في حضن ملابسه القديمة، يفتح الصندق وكأنه صعد في ماكنة الزمن لينتقل بسرعة الى زمان ومكان بعيدين، يجلس على سريره ويبدأ فتح رسائله، في البداية يشم عطر الورقة وبعدها يسرح في مراعي خضراء يتيه تحت شعرها الاسود، يقرأ الرسائل حسب تسلسلها وهو يشعر إن سيلا جارفا صار يحطه من الاعالي السعيدة نحو نهايات حطمت قلبه.
تذكر كيف كان ساعي البريد يطرق بابه حتى تعرّف عليه، يأتيه دائما ليفتح حقيبة الرسائل المشدودة الى سرج الدراجة السوداء، يمرر اصابعه بين نضدة الرسائل ليستل احداها ويقدمها مع ابتسامة خبيثة على محياه.
لماذا هذه الابتسامة، هل كان يشم الرسالة، هل يطلع عليها بل هل كان يكتبها؟.
مثل هذه الاسئلة الكبيرة دفعت قلبه العليل لأن يخفق بقوة وعاد لفتح رسائله تباعا يقارن الخط فيها لكنه لم يعثر على ما يؤكد اوهامه لكنه تذكر وكأنها البارحة ان ساعي البريد لم يكتف بإبتسامة خبيثة بل اردفها بغمزة بطرف عينه حين سلمه الرسالة الاخيرة، تلك الرسالة التي وضعت نهاية لحلمه.
سمع طرقا على الباب، سارع بجمع رسائله وايداعها الخزانة في حضن ملابسه القديمة وحين فتح الباب تفاجيء بساعي البريد ، انه نفسه لم تغيره اربعة عقود مضت، ذات دراجته السوداء وحقيبة الرسائل المشدودة خلف السرج بل ذات الابتسامة الخبيثة ، صاح بوجهه مستفهما ان كان يطّلع على رسائلها او يكتبها لكنه سرعان ما دفع الدوّاسة لينطلق مسرعا، كانت سرعته هائلة حتى انه طار محلقا في السماء وظل يدور فوقه وقد انفتحت حقيبته واندلقت رسائل كثيرة في الهواء .
آخر أخبار
-
خلاف على تحضير وجبة إفطار ينتهي بقتل شاب لشقيقته في النجف
03:50 - 2025-08-27
محلي -
7 لاعبين خارج تشكيلة منتخب العراق في بطولة ملك تايلاند
02:31 - 2025-08-27
محلي -
نقابة الصيادلة : ندعم خريجي دفعة 2024 ونطالب بتعيينهم على الملاك
02:08 - 2025-08-27
محلي -
المالية النيابية : رواتب الموظفين مؤمنة لكن لا تتوفر سيولة للعلاوات والترفيعات
02:06 - 2025-08-27
محلي