عبادة الظنون وصناعة الأصنام الفكرية

08:15 - 2025-02-22
نصير العبودي

الداعي نيوز / مقالات

إن التبعات العمياء المتوارثة من عقيدة الظنون جعلت الإنسان يبتعد عن حقيقة الإيمان الخالص بمعنى الله ويعيش في عالم من الأوهام والمخيلات. هذا النمط من العبادة يحول العلاقة مع الله من تجربة روحانية فطرية يعيشها إلى تصورات خرافية وأفكار مشوهة عن المعبود. فعندما يبني الإنسان عبادته على الظنون والمخيلات دون التحقق من مصدرها وحقيقتها، فإنه لا يتوجه إلى معنى الله الحق . بل إلى صورة صنعها في ذهنه. هذه الصورة غالبا ما تتأثر بالخرافات والموروثات البعيدة عن جوهر الحقيقة الفطرية مما يؤدي إلى تشويه المفهوم الإلهي وتحجيمه في إطار محدود من الأفكار البشرية الواهمة . إن هذا التصنيم يجعل الإنسان يعبد فكرة باطلة عن الله وليس معنى الله الحق . كما قال تعالى .إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس .
إن الاعتماد على الآراء الشخصية والقياسات العقلية المحدودة بدلاً من الوحي الإلهي المتجلي الحاضر المتجدد المحدث يقود إلى الابتعاد عن الحقيقة. الله لا يُدرك بالقياس البشري ولا يُحكم عليه بالأوهام كما قال الإمام علي (ع) .. كلُّ ما ميزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه مخلوقٌ مثلكم مردودٌ إليكم ..
الطريق إلى الإيمان الحقيقي يتطلب التحرر من عبودية الظنون والمخيلات والانفتاح على الحاضر الذي لايخلو من وجوده بسابق للناس إليه أدركه وأصبح مظهرا له دالا عليه داعيا إليه .

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين