السباق الانتخابي ينطلق مبكراً

06:31 - 2025-04-25
نصير العبودي


الداعي نيوز / مقالات

في كل موسم انتخابي تتحول الساحة السياسية العراقية إلى ما يشبه حلبة صراع تتشابك فيها المصالح وتتقاطع فيها الرؤى وتكشف فيها هشاشة البنية الديمقراطية التي يفترض أنها تعبر عن إرادة الشعب. 

لفهم هذا الواقع لا بد من قراءة عميقة لجوانب متعددة منها طبيعة النظام السياسي وسلوك الناخب وأداء الأحزاب ودور المال والسلاح والإعلام.

فالنظام السياسي العراقي - كما هو واضح للجميع- قائم على المحاصصة الطائفية والقومية وهو ما أفرز نخبا سياسية تتمسك بالسلطة عبر تقاسم النفوذ لا عبر التنافس الديمقراطي الحقيقي هذا النظام أنتج طبقة سياسية متمرسة في فن البقاء وليس في فن الحكم أو البناء ما جعل الانتخابات أداة لتدوير النخب لا لتغييرها.

وبناءً على ما تم ذكره فان الشارع العراقي انقسم الى ثلاث فئات :

اولا : الناقم وهو من فقد الأمل بالمشاركة، ويميل إلى المقاطعة.

ثانيا : المرتهن وهو من يصوت بدافع الولاء الطائفي أو الحزبي أو العشائري.

ثالثا : الواعي وهو من يبحث عن التغيير الحقيقي لكنه غالبا ما يُقمع صوته وسط فوضى المال والسلاح.

ان المال السياسي الفاسد والسلاح المنفلت والتوظيف الإعلامي الموجه كلها أدوات تستخدم في معركة الانتخابات ، يشترى بها الصوت ويهدد بها المنافس ويضلل بها الجمهور وبذلك تتحول الديمقراطية إلى شكل بلا مضمون، وإلى انتخابات تنتج نفس الوجوه التي عجزت عن تحقيق التغيير.

ولكن رغم هذا الواقع المعقد فإن بروز الوعي لدى بعض فئات المجتمع خاصة الشباب والمبادرات المستقلة تشير إلى إمكانية تغيير المعادلة التي لا تأتي من خلال صندوق الاقتراع وحده بل من إعادة بناء النسيج الاجتماعي وإصلاح النظام السياسي وتحرير الإرادة الشعبية من قيود الطائفية والتبعية.

الخلاصة .. 
الصراع الانتخابي في العراق ليس مجرد تنافس سياسي بل هو انعكاس لصراع أعمق بين مشروع الدولة ومشروع اللادولة بين إرادة التغيير ومنظومة الفساد. فإما أن يتحول الشعب إلى قوة فاعلة تعيد تعريف السياسة أو يبقى رهينة لحلبة يتقاتل فيها المتصارعون على أنقاض وطن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين