الموت .. أصدق ما نعرفه وأكثر ما ننكره

04:33 - 2025-01-13
نصير العبودي

الداعي نيوز / مقالات

الموت ذلك الحدث الذي لا يمكن لأحد الهروب منه هو الحقيقة الوحيدة التي لا يمكن للإنسان أن ينكرها رغم يقينه بها. هو أكثر ما يعرفه الإنسان ولكن في الوقت نفسه هو أكثر ما يسعى إلى إنكاره لماذا ؟ لأنه يرفض أن يواجه النهاية التي لا مفر منها ويهرب إلى لحظات التسلية والتمتع بالحياة وكأن الموت شيء بعيد . أو أن عقيدته بالموت ظنية بمخيلات موروثة بدون واقعية 
الموت هو الحقيقة التي يعرفها كل شخص بل هو جزء من تكويننا جزء من مشهد الحياة الذي لا مفر منه. منذ اللحظة التي نولد فيها نعيش في ظل معرفة غير مباشرة بأننا سنغادر هذا العالم يوما ما. لكن رغم معرفتنا الأكيدة بهذه الحقيقة نعيش وكأننا أبطال في فيلم طويل لا يتوقف ، نؤجل لحظة الوداع إلى ما لا نهاية .
ورغم يقيننا بالموت يبقى إنكاره هو الأكثر سيطرة على حياتنا ، نكذب على أنفسنا بوعود لا تتحقق ونسعى وراء أمور الدنيا وكأننا نملك الوقت الكافي. ننسى أن الموت ليس غريبا بل هو جزء من هذه الرحلة المجهولة التي تنتهي بفناء أجسادنا وعودة فطرتنا إلى ما كانت عليه في الكرة السابقة
إذا كان الموت أصدق ما نعرفه وأكثر ما ننكره فما علينا إلا أن نواجهه بصدق. لأن من يهرب من الموت يهرب من الحياة الحقيقية .التي نحن فطرة لها وهي أصلنا وجوهرنا ، الحياة التي تكون قائمة بذكر معنى الله لابد لنا من دراسة آية الموت بدلالة من مات موت قبل موت يعرف لنا أنفسنا بيقين يجعلنا نشهد معنى الله ونمسه ونفطر عليه ونولد إليه كل هذا بعلم رباني فطري به نعبد الله وبه نذكره وبه نتوب إليه وبه يكشف لنا غطاء الوهم وترفع عن بصيرتنا حجب الظنون . 
ليس الموت هو الذي ينهينا بل هو الذي يعيدنا إلى ما كنا عليه قبل أن نأتي إلى هذه الدنيا. الموت ليس نهاية بل بداية جديدة لفهم حقيقة وجودنا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين