كولبنكيان والزعيم عبد الكريم قاسم

09:33 - 2022-11-03
علي ناصر الكناني


الداعي نيوز / مقالات 


تشير المعلومات والمصادر الى ان رجل الاعمال الارمني والعراقي الاصل (كالوست سركيس كولبنكيان) يعد واحدا من ابرز رجال الاعمال العراقيين في خمسينات وستينات القرن الماضي والذي كان له الدور الكبير في اكتشاف النفط في العراق منذ عام ١٨٦٩ – ١٩٥٥ وساهم خلال عمله في مجال تنقيب النفط في العراق بانجاز العديد من المشاريع الانمائية والعمرانية العملاقة والمهمة والتي قدمها كهدية للعراقي نظير عمله كمستثمر للنفط فيه بعد ثورة 14 تموز عام ١٩٥٨ من النسبة الثابتة التي كان يتقاضاها والتي

مقدارها 5 % من عائدات النفط العراقي . وفي عام ١٩٢٩ كانت قد غيرت الشركة اسمها إلى شركة نفط العراق (IPC ) ويذكر ان الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم (رئيس وزراء جمهورية العراق) كان قد استقبل في اواخر عام ١٩٥٩ في مكتبه في وزارة الدفاع وفدا رفيع المستوى من مؤسسة كولبنكيان للاعمال الخيرية والتعليمية والفنية والعلمية التابعة لرجل الاعمال الارمني الراحل عام ١٩٥٥ کالوست کولبنكيان ، اذا قدم الوفد عرضا لحكومة العراق بمنح نسبة من المنحة الثابتة لها من العائدات والتي كما قلنا بأنها • % لتنفيذ مشاريع اعمارية وتنموية في العاصمة بغداد وحسب اختيار ورغبة الحكومة العراقية لتلك المشاريع وطبيعتها وتنفيذها وتمويلها من قبل الشركة والتي من بينها.. 
- ملعب الشعب الدولي - قاعة كولينكيان للفن الحديث اضافة الى منح ما يقرب 100 زمالة دراسية عراقية في أكبر وارقى الجامعات العلمية في الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا لرفد البلد بكفاءات علمية والاستفادة من خبراتها في شتى
المجالات .
ومن الجدير بالذكر انه في عام 1966 (أي بعد رحيل الزعيم بثلاث سنوات تقريبا ) شهد الافتتاح الرسمي لملعب الشعب الدولي والمتحف العراقي في جانب الكرخ من قبل رئيس الجمهورية الاسبق عبد الرحمن محمد عارف ،، كما تجدر الاشارة الى ان وفد المؤسسة المذكورة كان قد حمل هدية تقديرية ومبلغا من المال لتقديمه للزعيم عبد الكريم قاسم بمناسبة ترقيته إلى رتبة لواء فالتفت الزعيم الى وزير التخطيط الذي كان حاضرا في اللقاء طالبا منه مضاعفة مبلغ الهدية وتحويله إلى مشروع بناء ملعب الشعب الذي استغرق بناؤه بحدود 4 سنوات وبكلفة تقدر مليوني دينار .
مانريد قوله هنا هو ضرورة ان تعي الشركات المستثمرة والتي يتم الاتفاق معها في شتى المجالات بتنفيذها مشاريع اعمارية او تنمية في بغداد والمحافظات الاخرى مثلما فعلته شركة كولبنكيان قبل اكثر من ستين عاما والتي تركت بعد رحيلها شواهد عمرانية رائدة مازالت بمثابة بصمة فريدة ومشرفة في سجل الاستثمار.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين