الداعي نيوز / مقالات 

 لاكثر من مرة تناولنا موضوع الاهتمام بالمعالم التراثية والتأريخية والأثرية المنتشرة في جانبي كرخ بغداد ورصافتها كونها تشكل جزءا مهما من تراثنا الثقافي والحضاري الذي نفخر ونعتز به جميعا واليوم دفعني الفضول الصحفي في أن أتناول موضوعا أخر في ذات الاتجاه وهو الحديث عن بقايا أبواب بغداد واسوارها ولعل الباب الوسطاني هو الابرز بينهما كونه مازال دون بقية الأبواب صامدا بوجه قسوة الزمن والتغيرات المناخية ويقارعها بتحد وإصرار منذ مئات السنين ولحد الآن على الرغم من كونه يعود تاريخ تأسيسه الى الفترة العباسية المتأخرة وكما تشير المصادر التاريخية الى ما قبل اجتياح ( هولاكو ) مدينة بغداد سنه 656 هجرية فعند مرورك في شارع المرور السريع ( محمد القاسم ) وبالتحديد بموازاته ما بين منطقتي ساحتي النهضة والصرافية مقابل مقبرة الشيخ عمر يقع هذا الباب والمعلم الاثري المهم . و ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو ما يعانيه والمنطقة المحيطة به من نسيان واهمال وعدم أيلائه خطوة جادة بالرعاية والاهتمام بشكل أكبر وبصورة أمثل مما هو عليه الآن وكذلك ما تبقي من سور بغداد نحن هنا نامل من الجهات المعنية  وبالاخص أمانة بغداد لبذل الجهود بشكل اكبر لتخليص العديد من المناطق التي تضم بين جنباتها اماكن تراثية واثرية مهمة من بعض التجاوزات والمخالفات الى جانب محاولة احاطتها بمساحات خضر ولكن كما يقال فان اليد الواحدة لاتصفق بل نجد ان جانبا من المسؤولية يقع على عاتق  المواطن ايضا  بهذا الاتجاه بدافع المسؤولية الوطنية والتأريخية فلماذا مثلا لايصار الى استثمار المنطقة المحيطة بهاو القريبة من هذا الاثر المهم سياحيا وتنظيم جولات للطلبة والوفود السياحية الوافدة مع وضع لوحات دلاله تفضيلية عن هذا المعلم وتأريخه أضافة الى سريان ذلك على ماتبقى من معالمنا الأخرى التي تعكس الوجه الحضاري لعاصمتنا العزيزة بغداد القديمة والمعاصرة.