" الجرّاح" يفتح جراح الفلسطينيين من جديد

2030 مشاهدة
09:17 - 2021-06-11
تقاریر و تحقیقات

الداعي نيوز | تقارير

من هو الشيخ جرّاح ؟ وما علاقته بالتصعيد الدائر بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟ وهل يفتح الشيخ النائم في قبره جراح الفلسطينيين من جديد ؟ لتبدأ مرحلة اخرى من الصراع قد تتطور الى حرب تأتي على كل شيء .. حرب تعيد الصراع العربي الاسرائيلي، فيصطدم المسلمون باليهود وبينهما المسيحيون في مرحلة حساسة لا تحتمل اكثر مما هي فيه ، وقد تنفجر فيها كل الارادات في ميدان القدس .

 

صورة لحي من احياء الشيخ الجراح

حي الشيخ جرّاح هو احد احياء القدس الشرقية التي يطالب بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم ، واكتسب الحي اسمه من رجل يدعى الشيخ جراح وهو مدفون في هذه المنطقة التي اضحت مثار نزاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

  وتشير أقدم الدلالات عن الشيخ جرّاح الى انه من القرن السادس عشر الميلادي، حيث توجد زاوية في القدس، باسم الزاوية الجراحية، وتقع بظاهر القدس، من جهة الشمال ولها وقف ووظائف ونسبتها لواقفها الأمير حسام الدين بن الحسين بن شرف الدين.

والجراح هو أحد أمراء صلاح الدين الأيوبي، توفي سنة 598 للهجرة، ودفن في تلك الزاوية، الى جانب عدد من المدفونين في جهتها القبلية.
وأحاط الغموض الباحثين والمؤرخين،حول هوية الجرّاح،هل هو أمير أم شيخ ، لكن أقرب توقعات الباحثين تشير الى انه كان طبيباً خاصاً لصلاح الدين الأيوبي.

أحاط الغموض الباحثين والمؤرخين،حول هوية الجرّاح،هل هو أمير أم شيخ ؟؟  لكن أقرب توقعات الباحثين تشير الى انه كان طبيباً خاصاً لصلاح الدين الأيوبي .

يقع حي الشيخ جرّاح خارج أسوار البلدة القديمة في القدس مباشرة بالقرب من باب العامود الشهير ، وتضم المنطقة العديد من المنازل والمباني السكنية الفلسطينية، بالإضافة إلى الفنادق والمطاعم والقنصليات.

وكانت القدس الشرقية خاضعة للأردن قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967 وتضمها اليها .

ويستولي مستوطنون يهود على منازل في الحي استناداً إلى أحكام قضائية بدعوى أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرت خلال حرب عام 1948.
 

صورة لصدامات بين الفلسطينين والإسرائيليين

على اثر ذلك شهدت مناطق عديدة، في القدس الشرقية مؤخرا صدامات شديدة، بين متظاهرين فلسطينيين من جهة، ومستوطنين يهود وقوات الشرطة الإسرائيلية، من جهة أخرى، على خلفية قرارات قضائية إسرائيلية، بإخلاء منازل من حي الشيخ جراح، من سكانها الفلسطينيين، لصالح جمعيات استيطانية إسرائيلية، ولم يقف الاهالي مكتوفي الايدي بل دافعوا عن املاكهم وعقاراتهم التي اشتروها وعاشوا وترعرعوا فيها.

قضية حي الشيخ جرّاح، ليست جديدة في الصراع الدائر بين الفلسطينيين والاسرائيليين، فقد هُجّرت عدة عائلات فلسطينية من ذلك الحي عام 1948، وكان عام 1972، هو الوقت الذي زعمت فيه، جمعيات يهودية، أنها تمتلك وثائق بملكيتها للأراضي التي أقيمت عليها، منازل الحي، وتعود تلك الوثائق إلى أواخر القرن التاسع عشر.


وخلال الايام الاخيرة من  شهر رمضان هذا العام،2021، بدأت الحكاية حينما أدى 70 ألف مصل صلاة الجمعة الرابعة من شهر رمضان في المسجد الأقصى ، رغم إغلاق الجيش الاسرائيلي القدس، وذلك على وقع الاحتجاجات التي اندلعت ضد مساعي اسرائيلية لإجلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح، وعقب الصلاة، نظّم آلاف الفلسطينيين وقفة ومسيرات في ساحات المسجد، وردد المتظاهرون هتافات مشيدة بكتائب القسام (الجناح المسلح لحركة حماس).

إقرا المزيد :

 إسرائيل : الإغارة على 150 هدفاً بغزة عبر 450 صاروخًا وقذيفة خلال 40 دقيقة

ارتفاع حصيلة ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية على غزة الى 24 شهيدا واكثر من 100 جريح

وزير الدفاع الاسرائيلي : إسرائيل لا تخطط لوقف إطلاق النار

ونشرت السلطات الإسرائيلية آلافا من أفراد الشرطة في مدينة القدس، ومحيط البلدة القديمة، وأبواب المسجد الأقصى، استعدادا للجمعة الأخيرة في شهر رمضان.

وأغلقت شرطة الاحتلال الشوارع المحيطة بالبلدة القديمة، ومنعت السيارات من دخولها، في حين بدأ تدفق الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى من مختلف أنحاء القدس.

وتأتي الجمعة الأخيرة في رمضان، هذا العام ملبدة بأجواء التوتر الشديد التي تعيشها المدينة على خلفية مساعي الاحتلال لطرد عائلات من حي الشيخ جراح، وبدأت مواجهات عنيفة بين المستوطنين من جانب، وبين سكان الحي ومتضامنين معهم من جانب آخر.

صور للشرطة الإسرائيلية داخل باحات مسجد الأقصى

اطلقت كتائب القاسم الجناح العسكري لحركة حماس مئات الصواريخ صوب تل ابيب ومناطق يقطنها مستوطنون اسرائيلون ردا على ما قام به الجنود الاسرائيليون في المسجد الاقصى عندما حاصروا المصلين ومنعوهم من اداء الصلاة وقطعوا مكبرات صوت الأذان في حين استهدف الجيش الإسرائيلي بغارات مدينة  غزة ردا على الهجمات الصاروخية على القدس ومناطق أخرى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا أكثر من 1000 صاروخ باتجاه وسط إسرائيل وجنوبها خلال المواجهات،
فيما قال فلسطينيون إنهم استهدفوا مدينة تل أبيب الإسرائيلية، بعد أن دمرت غارة جوية إسرائيلية برجا في قطاع غزة وانهار برج آخر بعد غارة إسرائيلية ثانية،وأنذر السكان بإخلاء برج الجوهرة، المكون من 12 طابقا، كما اطلق الفلسطينيون  مئات الصواريخ على تل أبيب، وبئر السبع، بعد هجوم البرج.

كمااندلعت احتجاجات لفلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية في مدينة اللد القريبة من تل أبيب، وتصاعدت إلى شغب واسع النطاق، ألقى خلاله متظاهرون الحجارة على الشرطة التي ردت بإطلاق قنابل الصوت.

وفرضت اسرائيل حالة الطوارئ للمرة الاولى منذ عام 1966 في مدينة اللد، واستقدمت شرطة الحدود الإسرائيلية من الضفة الغربية.

وأثار الصراع بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين الفلسطينيين في غزة اضطرابات بين الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل، مما أدى إلى احتجاجات واضطرابات في مدن أخرى فيها عدد كبير من السكان الفلسطينيين، وكذلك في القدس الشرقية والضفة الغربية.

تدمير برج هنادي في غزة، الذي يضم مكتبا تستخدمه القيادة السياسية لحركة حماس، في حين ان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس يقول : إن الضربات الإسرائيلية كانت مجرد بداية 

وفي هذه التطورات، صرح عمدة مدينة اللد، يائير ريفيفو، بالقول : "على كل إسرائيل أن تعلم أن هذا فقدان كامل للسيطرة.. اندلعت الحرب الأهلية في اللد".

واستمر إطلاق الصواريخ من قبل الفلسطينيين، وتواصلت الضربات الجوية للجيش الإسرائيلي على غزة دون انقطاع .

وسُمع دوي صافرات الإنذار وصافرات وقوع غارات جوية، في جميع أنحاء المدن المستهدفة، بما في ذلك تل أبيب وعسقلان وموديعين وبئر السبع.
مسؤولون فلسطينيون قالوا إن أطفالا قتلوا في الغارات الإسرائيلية.

وأوقف مطار بن غوريون الرحلات الجوية لفترة وجيزة، وأصيب خط أنابيب للطاقة بين مدينتي إيلات وعسقلان.

وجاء إطلاق الصواريخ بعد تدمير برج هنادي في غزة، الذي يضم مكتبا تستخدمه القيادة السياسية لحركة حماس، في حين قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إن الضربات الإسرائيلية كانت "مجرد بداية".

الامم المتحدة من جانبها دعت إسرائيل الى الوقف الفوري لجميع عمليات الطرد من حي الشيخ جراح في القدس، مبينة ان جميع الإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذتها إسرائيل تعد ملغية وباطلة، حسب ما جاء في بيانها بشأن الأحداث.

تصعيد غير مسبوق، ينذر بخطر وتوازنات قوى اظهرها الصراع الاخير بين الفلسطينيين والاسرائيليين قد تغير معادلة الدولة الاقوى وتعيد حسابات الدول التي تتبجح بالسلاح المتطور ، وقد تحرج بعض دول الخليج التي طبّعت علاقاتها مؤخرا مع اسرائيل ويتفكك وضعها الداخلي على وقع غضب شعبي عربي تدفعه الغيرة على العروبة والاسلام .

وقد تخبئ الايام المقبلة ما لا تدركه العقول والاحاسيس والتوقعات  ان استمر التصعيد واخذ مسارا اخر تدخل على خطه دول ومنظمات، وينتقل الصراع الى جغرافيا الوطن العربي ككل، وقد يخرج الوضع كله عن السيطرة في ظل تسارع مخيف للأحداث.

شعب فلسطين الحالم بالعودة الى" الجرّاح" قد لا يستسلم بسهولة وقد يتطور الصدام مع الاسرائيليين الى اكثر من صواريخ تطلق واصوات تنادي، اذا ما صدق العالم قوله بان فلسطين على حق .

اختيار المحررين