الذكاء الاصطناعي .. عقـل ذو حدين
12:46 - 2023-07-31
تقاریر و تحقیقات
الداعي نيوز / تقارير وتحقيقات
قد تعمل الأجهزة المطورة بالذكاء الاصطناعي بشكل أسرع من الانسان وباستمرار، إلا أنها لا تستطيع أن تمتلك العاطفة والشعور في اتخاذ القرارات ..
وسط ضجة وضجيج وانبهار وتوجس ، برز مصطلح الذكاء الاصطناعي مؤخرا كظاهرة لم يستوعبها العالم بعد ، وربما تبدو اقرب الى الخيال منها الى الواقع ، واثيرت تساؤلات عميقة عن هذا المارد الذي قد يصادر يوما ما العقل البشري بما يمتلكه من ذكاء خارق ! كيف يمكن للعقل البشري ان يستوعب هذا التسارع في مجال مايعرف اليوم بالذكاء الاصطناعي ، لسنا بصدد الدخول بماهية هذا المصطلح وحيثياته وامكانياته وعمله وعلميته ، بقدر ما نحن بحاجة الى فهم هذا الضيف الذي يهدد الانسان وامكانياته ووظيفته ، وللوقوف على تعريف شامل لهذا المصطلح لابد من ولوج عالمه وتاريخه ، كيف بدأ والى اين يمضي .
ان مصطلح الذكاء الاصطناعي يعني سلوكا وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، ومن أهم هذه الخصائص القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، لكن هذا المصطلح مازال جدليا لعدم توفر تعريف محدد للذكا
ماهو الذكاء الاصطناعي ؟
الذكاء الاصطناعي أو مايعرف بالذكاء الصنعي (Artificial intelligence) هو سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها ، كالقدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج.
تشير الوثائق التاريخية الى إن أول عمل جوهري في مجال الذكاء الاصطناعي قام به عالم الرياضيات ورائد الحاسوب البريطاني آلان تورينج، حيث أعلن تورينج في عام 1950 أنه في يوم من الأيام سيكون هناك آلة يمكنها مضاهاة الذكاء البشري بكل طريقة وإثبات ذلك من خلال اجتياز اختبار متخصص، وفي هذا الاختبار سيتم طرح أسئلة متطابقة عشوائية على جهاز حاسوب وإنسان مخفي عن الأنظار، وإذا نجح الحاسوب فلن يتمكن السائل من تمييز الآلة عن الشخص بالإجابات.
ومع حلول أوائل القرن الحادي والعشرين، لم يقترب أي برنامج للذكاء الاصطناعي من اجتياز اختبار تورينج، ومع ذلك فقد حققت بعض البرامج مستويات أداء الخبراء البشريين في أداء بعض المهام المحددة، ويمكن العثور على الذكاء الاصطناعي بهذا المعنى المحدود في تطبيقات متنوعة مثل التشخيص الطبي وترجمة اللغات وتصميم الحاسوب والتعرف على الصوت أو الكتابة اليدوية وكذلك محاكاة الصور والفيديو مؤخرا.
وحاول العلماء قبل هذا، تطوير نظام قادر على تنفيذ مهام تتطلب ذكاء بشريا، ومن بينها الألعاب الإلكترونية وفهم اللغة الطبيعية وتشخيص الأخطاء والروبوتات وتقديم مشورة الخبراء، وعلى الرغم من أنه يمكن برمجة أجهزة الحاسوب لأداء هذه المهام وغيرها من المهام المعقدة للغاية وبينما يستمر التقدم في سرعة معالجة الحاسوب وسعة الذاكرة لا توجد حتى الآن برامج يمكنها مطابقة المرونة البشرية في مجالات أوسع أو في المهام التي تتطلب الكثير من المعرفة اليومية ، حتى بدأ عدد من العلماء باستكشاف نهج جديد لبناء آلات ذكية، بناء على الاكتشافات الحديثة في علم الأعصاب، والنظرية الرياضية الحديثة للمعلومات، وتطور علم التحكم الآلي، وقبل كل ذلك، عن طريق اختراع الحاسوب الرقمي، اُخْتُرِعَت آلة يمكنها محاكاة عملية التفكير الحسابي الإنسانية.
يرى بعض الباحثين، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل خلال الفترة المقبلة، حيث يتم أتمتة بعض المهام والوظائف في جميع أنحاء العالم ، وستقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بمهام ربع الوظائف، خصوصا في الولايات المتحدة وأوروبا
شهد المجال الحديث لبحوث الذكاء الاصطناعي اولى خطواته في مؤتمر عقد بكلية دارتموث في صيف عام 1956، وأصبح المشاركون في هذا المؤتمر فيما بعد قادة بحوث الذكاء الاصطناعي لعدة عقود، وخاصة جون مكارثي ومارفن مينسكاي، وألين نويل وهربرت سيمون الذي أسس مختبرات للذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة كارنيغي ميلون (CMU) وستانفورد، وكان الحاسوب الآلي يحل مسائل في الجبر ويثبت النظريات المنطقية ويتحدث اللغة الإنجليزية.
في أوائل الثمانينات، شهدت أبحاث الذكاء الاصطناعي صحوة جديدة من خلال النجاح التجاري للنظم الخبيرة، وهي أحد برامج الذكاء الاصطناعي التي تحاكي المعرفة والمهارات التحليلية لواحد أو أكثر من الخبراء البشريين، و بحلول عام 1985 وصلت أرباح أبحاث الذكاء الاصطناعي في السوق إلى أكثر من مليار دولار، وبدأت الحكومات تمويلها ،وبعد سنوات قليلة، بدءا من انهيار سوق آلة ال Lisp Machine (إحدى لغات البرمجة) في عام 1987، شهدت أبحاث الذكاء الاصطناعي انتكاسة أخرى ولكن أطول.
وفي التسعينات حقق الذكاء الاصطناعي نجاحات أكبر، وإن كان ذلك إلى حد ما وراء الكواليس، يستخدم الذكاء الاصطناعي في اللوجستية، واستخراج البيانات، والتشخيص الطبي والعديد من المجالات الأخرى في جميع أنحاء صناعة التكنولوجيا. يرجع ذلك النجاح إلى عدة عوامل هي: القوة الكبيرة للحواسيب اليوم وزيادة التركيز على حل مشاكل فرعية محددة، وخلق علاقات جديدة بين مجال الذكاء الاصطناعي وغيرها من مجالات العمل في مشاكل مماثلة، وفوق كل ذلك بدأ الباحثون الالتزام بمناهج رياضية قوية ومعايير علمية صارمة.
في القرن الحادي والعشرين، أصبحت أبحاث الذكاء الاصطناعي على درجة عالية من التخصص والتقنية، وانقسمت إلى مجالات فرعية مستقلة بشكل عميق لدرجة أنها أصبحت قليلة ببعضها البعض، وتطورت أقسام المجال حول مؤسسات معينة، وعمل الباحثين، على حل مشكلات محددة، وخلافات في الرأي نشأت منذ زمن طويل حول الطريقة التي ينبغي أن يعمل وفقا لها الذكاء الاصطناعي، وتطبيق أدوات مختلفة على نطاق واسع.
طوّرت شركة جوجل في عام 2016 برمجية ذكاء اصطناعي تحمل اسم AlphaGo والتي تمكّنت من هزيمة بطل العالم في لعبة Go اللوحية المعقّدة، وكان هذا الإنجاز تطورا وخطوة كبيرة حقًا في مجال تعلم الآلة لأنّ برنامج AlphaGo تعلّم قوانين اللعبة وتمكّن من اللعب على مستوى خبير من تلقاء نفسه دون أيّ برمجة سابقة.
استمرّ تطوّر مجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في السنوات اللاحقة أيضًا، وتشعّبت تطبيقاته في الحياة العملية، لنشهد معها تطوير آلي ذكي قادر على بناء علاقات شبه حقيقية مع البشر، واستخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة من خلال تطبيقات المساعدة مثل Google Assistant أو Siri وغيرها الكثير من الجوانب الأخرى.
يمتلك الذكاء الاصطناعي قدرة كبيرة على احداث ثورة في عالم الأعمال، وهذا ما يثير تساؤلات وهواجس عديدة حول الوظائف التي يمكن أن يؤديها الذكاء الاصطناعي بدلا عن الإنسان وتأثيراته على حياة الكثير من البشر ،حيث كشفت جامعة ستانفورد الامريكية مؤخرا عن تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2023 والذي جاء بحدود 350 صفحة مستكشفا أحدث التطورات والمخاطر والفرص في مجال الذكاء الاصطناعي المزدهر وتأثير التكنولوجيا على المجتمع.
يرى بعض الباحثين، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل خلال الفترة المقبلة، حيث يتم أتمتة بعض المهام والوظائف في جميع أنحاء العالم ، وستقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بمهام ربع الوظائف، خصوصا في الولايات المتحدة وأوروبا ، من بينها الوظائف الإدارية، والعمل القانوني، والهندسة المعمارية، والإدارة.
الوجود الحقيقي القائم للذكاء الاصطناعي الخارق أو Super AI ،في تطوّر مستمر، وسيشهد المزيد من التطور والتقدم مستقبلا، هكذا يرى المتخصصون والباحثون والتقارير التي تابعت تاريخ هذا الذكاء وتطوره، لكن لاشيء محددا حتى اليوم عن رغبة موحدة لدول العالم بشرقه وغربه في اعتماد هذا الذكاء كبديل عن الانسان ، حيث تتحفظ الكثير من دول العالم عليه ، بعدما اثارت تقارير اعلامية ضجة حوله لانه سيكون عوضا عن وظائف كثيرة يقوم بها الانسان مايعني ان الملايين من البشر سيجدون انفسهم من دون وظائف .
شهد المجال الحديث لبحوث الذكاء الاصطناعي اولى خطواته في مؤتمر عقد بكلية دارتموث في صيف عام 1956، وأصبح المشاركون في هذا المؤتمر فيما بعد قادة بحوث الذكاء الاصطناعي لعدة عقود، وخاصة جون مكارثي ومارفن مينسكاي، وألين نويل وهربرت سيمون الذي أسس مختبرات للذكاء الاصطناعي
قسم الباحثون حتى الآن، الذكاء الاصطناعي الى ثلاثة أنواع رئيسية وفقا لقدراته:
( الذكاء الاصطناعي الضعيف والذكاء الاصطناعي القوي والذكاء الاصطناعي الفائق)
فالذكاء الاصطناعي الضعيف Weak AI. يركز على مهمة واحدة ولا يمكن أن يؤديها خارج حدودها (شائع في حياتنا اليومية).
اما الذكاء الاصطناعي القوي Strong AI. يمكنه فهم وتعلم أي مهمة فكرية يمكن للإنسان (يسعى الباحثون جاهدين للوصول إلى ذكاء اصطناعي قوي).
والذكاء الاصطناعي الفائق Super AI. يتفوق على الذكاء البشري ويمكنه أداء أي مهمة بشكل أفضل من الإنسان (لا يزال عبارة عن فكرة) وهذا النوع يشكل بحد ذاته الخطر الذي يعيش في هواجس العقول البشرية.
ان مصطلح الذكاء الاصطناعي يعني سلوكا وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، ومن أهم هذه الخصائص القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، لكن هذا المصطلح مازال جدليا لعدم توفر تعريف محدد للذكاء.
لم تتوفر المزيد من المعلومات عن الذكاء الاصطناعي كهيكل قائم بذاته وتثار حتى اليوم الكثير من التكهنات حوله، لكن ما نجده اليوم ضبابيا سيكون في المستقبل القريب جدا جليا وواقعا يلامس حياتنا ونتعايش معه ، لكن السؤال الاهم هو اين ستذهب جيوش الموظفين في العالم وارباب العمل والصناعة مع كيان الكتروني يعوض عن ملايين الوظائف التي نحتاجها في حياتنا وقد يكون ذا مشاعر واحساس ايضا! .
قد يبدو الذكاء الاصطناعي انجازا وتطورا غير مسبوق اسهم به البشر انفسهم، وهذا واقع لايمكن انكاره، لكنه قد يكون يوما ما سلاحا عقليا ذو حدين ، يهدد البشرية باكملها ، وقد يكون غير ذلك اذا ما احسن استخدامه ووظف لخدمة صحة البشر والمختبرات العلمية والتكنولوجيا والكثير من المجالات التي لايستطيع الانسان القيام بها بمحدودية عقله البشري، لا ان يوظف في خدمة الحروب او خداع الناس واستبدال الموتى بنسخ مصورة وفيديوات، او انه يكون سلاحا ذكيا لابتزاز البشر فيما بينهم .. وحتى يكون متاحا رسميا هذا المارد الذكي المرعب سيكون البشر مع فرصة للتفكير والتدبر والاختيار بين عقلين اصطناعي وبشري .
آخر أخبار
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد خطر إصابة أطفالها بالصرع
10:25 - 2024-11-21
اسرة و طفل -
السلطات الأسترالية تتبنى قانون حظر التواصل الاجتماعي على الأطفال
10:17 - 2024-11-21
دولي -
خلال أسبوع.. مقتل 150 شخصاً في هايتي جراء تصاعد عنف العصابات
10:10 - 2024-11-21
دولي -
تسجيل أكثر من مليون نازح ولاجئ في كردستان خلال التعداد السكاني
10:05 - 2024-11-21
محلي