هل تُسقط انتخابات الخريف أوراق المخضرمين الصفراء؟

2887 مشاهدة
02:07 - 2021-04-28
تقاریر و تحقیقات

الداعي نيوز | تقارير

ينتظر العراقيون بفارغ الأمل تغييرا ملموسا في انتخابات الخريف المبكرة ، المزمع إجراؤها في العاشر من تشرين الأول 2021، وسط تحديات لاحصر لها، يتلخص جلها بمطالب شعبية باتت أيقونة المرحلة، واضحى لزاما على من سيتصدر المشهد السياسي المقبل أن يحسب الف حساب لملفات أرهقت العراقيين وأسقطت حكومة عبد المهدي، ونادت بتغيير كل الوجوه التي ألفها العراقيون والتي أحرقت نفسها بنيران فسادها وسوء الأداء والإدارة والمحسوبية وتردي الوضع الاقتصادي والأمني والصحي وملفات شائكة، لاحصر لها.

وعلى مايبدو فإن المشهد العام في العراق وقبيل الانتخابات المبكرة المزمعة، سيشهد حراكا محموما لمن يمتلك المال السياسي والسلطة من الكتل الكبيرة ومَنْ تحت عباءتها، لتقويض اي تغيير في المنظومة السياسية الحالية، كون هذه الكتل مرتبطة بطريقة واخرى باجندات اقليمية وخارجية قد تلعب دورا فاعلا في الحفاظ على حلفائها الأزليين. 

الشارع العراقي بدوره قال كلمته في تشرين 2019، من خلال تظاهرات واحتجاجات نادت كلها بعزل المجربين والفاسدين الذين اوصلوا البلاد الى أسوأ مرحلة في تأريخه، حيث الفقر والسلاح الخارج عن سلطة الدولة والمحاصصة والمحسوبية وسيل من الأرامل والايتام والشهداء، وطوفان من المتسولين، وضنك في العيش،وانتشار للجريمة بشكل مخيف، وتفكك مجتمعي القى بظلاله على وطن جميل يحلم به كل عراقي. 

يرى العراقيون، خصوصا الشباب، ممن عاصروا حقبة التغيير بعد 2003، ان الجاثمين على صدر السلطة منذ سقوط الدكتاتور وليس انتهاء بحكومة مصطفى الكاظمي، يرون ان البلد قد خذلهم بعد ان كشفوا الحقيقة المرة ، وراحوا يفتشون عن الحرية الحقيقية وليس المزيفة،  ويبحثون عن رجال وطنيين بحق، بعد أن كسر هؤلاء الشباب كل حواجز "المقدّس"، وتجلى طرحهم في شعارات تشرين التي دقت ناقوس الخطر والكهولة لدى السياسيين الذين تعاقبوا بطريقة وباخرى على مسك زمام السلطة في كل ولاية.

في ظل غياب تعداد سكاني رسمي ، ومشاكل النازحين والخروقات الأمنية المتكررة وهاجس تزوير الانتخابات ، وانتشار المظاهر غير القانونية، يتخوف العراقيون من نتائج الانتخابات المقبلة

وفي ظل غياب تعداد سكاني رسمي، ومشاكل النازحين والخروقات الأمنية المتكررة وهاجس تزوير الانتخابات، وانتشار المظاهر غير القانونية، يتخوف العراقيون من نتائج الانتخابات المقبلة، اذا ما علمنا ان عدد سكان العراق يقدر بأكثر من 40 مليون نسمة حسب آخر احصائية سكانية لوزارة التخطيط، حتى نهاية 2020، حيث يحق ل25 مليونا و139 ألفا و375، التصويت في الانتخابات، في حين بلغ عدد المسجلين ما يقارب 15 مليون ناخب، بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فاننا امام ممارسة قد تكون شرسة هذه المرة وصراع بين إرادتين، الاولى تريد بقاء الحال على هو عليه،وأخرى تريد بلدا بحلة جديدة، لاخوف فيه ولاهم" يحزنون ".



رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي كان قد طلب مراقبة دولية للانتخابات، الامر الذي يفسر حجم التخوف من ايادٍ خفية قد تتلاعب بنتائجها.

وعلى مايبدو فإن المسؤولية الأكبر ستقع على القوى المجتمعية والشعبية وارادة العراقيين في التغيير والتثقيف بان الحكم في العراق ومن يمثل الشعب ليس حكرا على فئة مخضرمة، تدوّر نفسها كل أربعة أعوام.

اقرا المزيد :

المفوضية: موعد اجراء الإنتخابات المقرر "حتمي" لا تراجع عنه

مفوضية الانتخابات: قرار جديد بشأن موعد اطلاق الحملات الانتخابية

لقد اسقطت ريح مطالب الشعب قسما من أوراق الشجرة العجوز الصفراء غير المثمرة، وقد تسقط انتخابات الخريف المبكرة الشجرة برمتها، لتعيد غرسها من جديد وسقيها بايادٍ نظيفة لتثمر وطنا حقيقيا يليق بتضحيات العراقيين.

  كان لزاما على الشباب تحديدا ان يهزوا جذع الشجرة البالية ليسقطوا جميع أوراقها المحملة بكل أسباب تردي الاوضاع العامة في البلاد.

الطريق الى التغيير محفوف بمخاطر جمة، لكن الأفواه الحرة والاقلام الوطنية والشعارات الشعبية الأخيرة والخروج عن طوق العزلة والنزول الى الشوارع قد آتى أكله،  وقضّ مضاجع القوم الفاسدين، وبدأوا يلملمون شتاتهم، ليدافعوا عن خط صدهم الذي تصدع إثر تظاهرات شعبية مستمرة عرّت الطبقة السياسية الفاسدة ونزعت عنها ثوب العفة الكاذب.. 

الأمل بتحقيق تغيير نسبي في النظام السياسي قائم، لكن العراقيين يطمحون الى اكثر من هذا، يطمحون الى ما نادوا وينادون به حتى الساعة  "نريد وطن".

اختيار المحررين