من هو رئيس وزراء العراق القادم؟

2772 مشاهدة
12:30 - 2021-10-30
تقاریر و تحقیقات

الداعي نيوز / تحقيقات وتقارير


 نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة في العاشر من تشرين الأول 2021، الماضي والمتغيرات التي رافقتها والتي شكلت للكثير من القوى السياسية العتيدة انتكاسة بل وصفها بعض المحللين ب "زلزال سياسي" رجرج الارض تحت اقدام من حسبوا قبل الانتخابات حسابات يبدو انها اضحت خاطئة تماما، وكذلك ما حل بالمحسوبين على إيران في العراق من خسارة ملحوظة الى جانب تقدم التيار الصدري، ومجاميع أخرى مستقلة، لم تحسب هي الاخرى حساب الفوز بمقاعد مريحة، قد تغير المعادلة السياسية في العراق، كل هذه المؤشرات والمعطيات تؤكد ان ولادة رئيس وزراء جديد للعراق ستواجه موجة من التحديات وتقاطعا كبيرا، في ظل الخلاف على مفهوم الكتلة الاكبر ومن هي القوى السياسية التي ستشكل الحكومة، اضف الى ذلك تغير خارطة التحالفات التي بدت واضحة من خلال تلاقي الاضداد وتنافر المتقابلين.

"مقتدى الصدر" الحاصل على اكثر المقاعد وخصمه اللدود نوري المالكي و تقدم وعزم ومن لف مع هؤلاء واولئك، سيلهثون اخيرا وراء الاكراد لتعديل كفة من يدفع اكثر، فيستقر قبان المعادلة بعدد الوزارات التي سيحصل عليها كل من هؤلاء، ولافرق عند هؤلاء كلهم في من سيكون رئيسا للوزراء حتى وان اتى من خارج الحدود، ففاقد الوطنية لايعطيها

خطاب "مقتدى الصدر" بعد فوزه باكثر المقاعد في الانتخابات، عن وجوب أن يكون السلاح بيد الدولة وماقابله من ردود افعال للفصائل المسلحة وحديث الصدريين عن ان رئيس الوزراء القادم سيكون صدريا " قح"، وتداعيات  الوجود الامريكي في العراق والعلاقة مع كردستان، واحلام المالكي بالعودة للسلطة، كل هذا التشابك سيضع القوى السياسية الفائزة في حرج من امرها وصعوبة في التحالفات التي ستفضي لتشكيل الحكومة الجديدة، وفي النهاية قد يكون الانسداد السياسي سيد الموقف لتأتي التوافقية والصفقات في اختيار رئيس للوزراء لا من هذا ولا من ذاك، ليفتح ذلك الانسداد وتمر العملية السياسية بسلاسة في أول جلسة للبرلمان الجديد. 

"مقتدى الصدر" الحاصل على اكثر المقاعد وخصمه اللدود نوري المالكي و تقدم وعزم ومن لف مع هؤلاء واولئك، سيلهثون اخيرا وراء الاكراد لتعديل كفة من يدفع اكثر

ويبقى السؤال الأهم : هل نحن أمام عراق جديد؟ يلمس فيه العراقيون تغيرا في احوالهم وتحقيقا لتطلعاتهم، بغض النظر عن رئيس الحكومة القادم 

ما لم يدركه الساسة بعد، أن العراقيين قد الفوا تكرار المشهد الدرامي في آخر لحظات حرجة لتكليف رئيس وزراء لايمت لهذا ولاذاك بصلة وليس في قائمة انتخابية لاحد او مرشحا في الانتخابات، انما يريدون به حفظ ماء وجه ديمقراطية العراق التي تتسول بين الكتل، لتمسي اخيرا على ارصفة وشوارع البلاد حالها حال المتسولين الحالمين بقضاء يومهم بكيس مملوء. 

ويبقى السؤال الأهم : هل نحن أمام عراق جديد؟ يلمس فيه العراقيون تغيرا في احوالهم وتحقيقا لتطلعاتهم، بغض النظر عن رئيس الحكومة القادم  .

القوى السياسية الخاسرة ومن حصل على اقل من مقاعده البرلمانية السابقة رابطت عند تخوم الخضراء محتجة على نتائج الانتخابات وخسارتها، او قد يكون وراء ذلك شيء في صدرها لإرضاء جمهورها المخدوع، هي الآن لاتشكل وزنا ثقيلا في المعادلة السياسية، ولكن وزنها سيكون ثقيلا حينما "يتبختر" الاكراد في التحالفات، وهذا ايضا كله لايشكل رقما في مسألة تشكيل الحكومة، فتشكيلها لن يمر مطلقا من دون ان يمر على الخارج، حينها سنشهد ولادة حكومة تكون امتدادا لسابقاتها بل قد تكون اسوأ، او ان شيئا ما قد يلوح في الافق الآن يشحذ تشكيلها بما يليق والمرحلة.

اختيار المحررين