الداعي نيوز / مقالات 

للعدالة ارتباط وثيق بالزمن إذ لا يمكن فك ارتباط احدهما عن الآخر، فالعدالة يجب أن تكون ناجزة وسريعة، والسرعة مفهوم يرتبط بالزمن، والزمن كونه وبأبسط مفاهيمه إحساس الأفراد بتوالي الأحداث وتعاقبها وعدم تصور عودتها للوراء، كتعاقب الليل والنهار… وتعاقب السنوات والايام والساعات والدقائق فانه يجد ارتباطه بكل مفاصل الحياة ومنها مفصل العدالة.
الوقت باعتباره وحدة قياس للزمن وهو يفصل بين حدث وآخر فانه يرتبط بالعدالة أيّما ارتباط، فالظروف المشددة للكثير من جرائم السرقة ترتبط بوقت ارتكابها، والوقت الذي يبلغ فيه الأفراد سن الرشد يحدد القانون الواجب التطبيق عليهم فيما إذا كان قانون الأحداث او القانون العادي، نفاذ القوانين يرتبط في كثير من الاحيان بوقت نشرها. وصلاحية قبول الطعون للنظر فيها ترتبط بأوقات تقديمها… سريان القانون العقابي من حيث الزمان يرتبط بتاريخ صيرورة القانون الجديد نافذاً، وهكذا.
يرتبط الزمن بالعدالة كذلك من زاوية سرعة حسم القضايا او بطئها فالزمن هو التحدي الابرز الذي يواجهه العاملون على تطبيق العدالة وكذلك المتقاضون لذلك يتم تحديد سقوف زمنية لحسم القضايا وتحرص الجهات الرقابية القضائية على عدم تجاوزها مع الحرص على ان تنفذ القرارات القضائية بأقصر ازمنتها ولأهمية الزمن وارتباطه بالعدالة فيجب ان يتوقع متخذ القرار القضائي العمر الزمني الذي يستغرقه تنفيذه وهنا تبرز الاهمية في ان يتم العمل على توفير الوسائل العلمية والتكنولوجية التي تسهل ربط اجابات الدوائر على استفسارات المحاكم والتي تساعد في الوقت ذاته على ولوج المحاكم والقضاة لقواعد البيانات في الدولة بأقصر الازمنة وأيسر الوسائل لضمان عدم ضياع الوقت الذي تستلزمه العدالة لتحقيقها وضمان المحافظة على زمن العدالة وعدم إضاعته واستثماره الاستثمار الأمثل.