رؤية قضائية في أبنية المحاكم

07:28 - 2023-08-01
القاضي اياد محسن

الداعي نيوز / مقالات 

هياكل المباني وتصاميمها تثير مجموعة مشاعر وأحاسيس لدى شاغليها ومستخدميها، إذ يؤثر البناء في أنماط السلوك لدى العاملين ومن ثم في مديات ونسب إنتاجهم، فالأبنية الجيدة تصنع الراحة النفسية وتزيد حافزية العمل والرغبة العالية في الإنتاج، وعكسها الأبنية غير الملائمة إذ تسبب الإحباط وتنعكس سلبا على تحقيق أهداف العمل.
انطلاقاً من ذلك فقد طرح مجلس القضاء الأعلى وفي جلسته المنعقدة بتاريخ ٢٠٢٣/٦/٢٦ رؤيته المستقبلية في إعادة بناء أبنية المحاكم العراقية سواء على مستوى محاكم الاستئناف أو محاكم الأقضية والنواحي وفق تصميم حديث يلبي حاجة العمل بالنسبة للعاملين من قضاة وموظفين وبالنسبة للمواطنين ممن يتلقون خدمات العدالة وذلك إدراكا من مجلس القضاء الأعلى بأن طبيعة المهام التي يكلف بها القضاة تتطلب إنشاء أبنية ذات تصاميم خاصة ومواصفات مدروسة من حيث قاعات إجراء المرافعات والمحاكمات وغرف تدوين الإفادات للمحققين وغرف البحث الاجتماعي وأبنية الأقسام الهندسية والأمنية والخدمية كذلك غرف المحامين والمهم عند إعداد التصاميم ان تعبر عن خصوصية المؤسسة القضائية والمحاكم كذلك فأن تصميم أبنية المحاكم يجب أن يوائم رمزية العدالة التي يهدف القضاء لتحقيقها وان يصنع الهيبة في نفوس من يدخل هذه الأبنية ويجب أن يعزز تصميم ابنية المحاكم الثقة والأمن النفسي والشعور بالعدالة لدى الخصوم وأطراف الدعوى.
وباعتقادي فإن الأبنية القضائية يجب أن تحقق الترابط بين شكل البناء وحضارة وادي الرافدين باعتبارها مهد القوانين والسنن وتاريخها الموغل في القدم وان تحاكي الذاكرة المرتبطة بها فالإحساس بالمكان يرتبط بقوة التصميم وتميزه وحري بمن يضع تصاميم لأبنية المحاكم ان يراعي قدرة هذه التصاميم على صنع شعور الإبهار والهيبة لدى المتقاضين وشعور واجب تطبيق العدالة ومراعاة حقوق الناس لدى القضاة وكافة العاملين في المؤسسة القضائية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين