مسميات لشوارع ومحلات بغدادية تتسم بالغرابة!!

10:43 - 2022-08-24
علي ناصر الكناني

الداعي نيوز / مقالات

تزخر سيدة المدن وعاصمة الحضارة والتأريخ بغدادنا العزيزة بالعديد من الأسماء والمسميات القديمة والجديدة التي أطلقت على شوارع ومناطق وأزقة شعبية  وتراثية ربما نجد في الغالبية منها ما يتسم بالغرابة وصعوبة العثور على تفسير منطقي ومعقول لاصول هذه التسميات أو معانيها ودلالاتها ، وهذا ما يعجز عنه أحيانا المهتمون والباحثون في هذا الشأن ، فبقي العديد من تلك التسميات والمسميات على حالها من دون أن تتغير ويبدو أن ساكنيها وبمرور الزمن قد تعودوا عليها واعتادوها .. ولعلّ ذلك كان سببا ودافعاً للعديد من الجهات الرسمية الى الابقاء على تلك التسميات حتى في التعاملات الرسمية في ما يخص عمليات البيع والشراء للعقارات والمباني كعناوين ثابتة لهذه المناطق.وفي السنوات الأخيرة وبعد عام ٢٠٠٣ تم تأليف لجنة مختصة بأمر من رئاسة الوزراء لغرض اعادة اطلاق تسميات جديدة لشوارع مدينة بغداد بما يتلائم وتاريخها ومكانتها الحضارية والتاريخية بين مدن العالم.ولأهمية هذا الموضوع تمت الاستعانة انذاك بشيخ بغداد العلامة الراحل الدكتور حسين علي محفوظ  بهذا الخصوص لرفد اللجنة بمقترحاته وآرائه ، مما يكون عامل اطمئنان كبير لدى مثقفي بغداد ومحبيها كما يرى صديقي الباحث التراثي المحامي رؤوف الصفار كونه شيخ بغداد وحافظ تراثها وتاريخها .. والذي ذكر لي جانباً من قصة تسمية الشوارع الحالية التي يعود زمنها الى أواخر شهر نيسان من عام ١٩٣٢ حيث قامت ( أمانة العاصمة ) آنذاك بتعليق لوحات الأسماء لشوارع بغداد بعد أن صدرت رغبة ملكية من ملك العراق فيصل الأول بتسمية شوارع العاصمة نتيجة ما شهدته من توسع عمراني وانشاء الشوارع الحديثة ومنها شارع ( خليل باشا جادة سي ) عام 1916 الذي يسمى حاليا شارع الرشيد.كما زودني بنسخة من بحث كتبه يتضمن مجموعة من المقترحات والآراء بهذا الخصوص ، نرى أنه من المفيد أن يأخذ بها أو ببعضها أعضاء لجنة تسمية الشوارع التي نأمل أن تفعل اعمالها وقراراتها ونتلمس نتائجها في الأيام المقبلة.كما أن ما نريد قوله هنا أن هناك الكثير من المسميات والأسماء التي أطلقت جزافا وعشوائيا على العديد من شوارعنا ومحلاتنا السكنية وأسواقنا البغدادية في الماضي والتي لا تليق أصلا مع اعتزازنا بمكانتها الاجتماعية والتاريخية إلى جانب اعادة بعض تلك المسميات الى أصولها القديمة التي حاولت الحكومات السابقة تغييرها وفق ما يتماشى مع سياساتها ورغباتها مع الإبقاء على بعض التسميات في مناطق محددة من العاصمة بغداد على الرغم من سوء هذه التسميات وعدم ملائمتها للذوق العام .. وإلا من يقبل أن يسمى سوق شعبية وسط بغداد مع الاعتذار بسوق ( الجايف ) أو سوق ( العورة ) ومحلات وأزقة في كرخ بغداد ورصافتها كدربونة ( البطة ) ودربونة ( العميان ) و ( النملة ) وو .. مسميات كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان !!

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين