الانسان عدو ما يجهل

03:22 - 2024-10-03
حسن حنظل النصار

الداعي نيوز / مقالات 

بغض النظر عن أن ما نفعله و نقدمه للإنسانية هو منفعة و صلاح لها حتى و إن بدا صغيرًا أو لم يدرك قيمته الخيرية و الإصلاحية غالبية الدهماء ، و حتى إن احسننا  فعله و اتقنناه جيدًا ، محتسبين الله عليه و فيه ، إلا أننا نجد أن بعضا من هؤلاء الدهماء ينظرون إلى ما يسرنا الله له و كأننا كفار او خلق اخر من مخلوقات الله وجب التوجس منها ، مما يؤدي إلى توخي الحذر في الخطوات القادمة و إن كانت هي 
التي تقودنا إلى الأفضل .
فلا تعتقد أيها الإنسان  ان الخيرية و الصلاح بالامر الهين و السهل الإدراك  مثل زخات المطر التي تنزل من السماء بإذن ربها ، بل بالعكس فالخيرية و الصلاح يحتاج جهدا و صبرا و اتكالا على المولى مثل الزرع الذي يجب أن نحرث أرضه فنزرعه و نبذره ثم نصبر على سقياه غيثا مغيثا حتى يتضح و يخضر ثم تلتحفه الشمس كي يصير حطاما ثم يكون وقت حصاد ثماره ، فنجد فيه الجيد و الردئ في الزرع كما نجد الغث و السمين في الإنسانية ، و ما نتجاذبه من تدافع في هذه الحياة إلا لغلبة الغث على السمين منها و كثرة الدهماء على النبهاء فيها ، مما يتطلب منا الصبر و الاصطبار ، فالانسان عدو ما يجهل ، و ‏الشخص الذي يُمكنهُ إتقان الصبر و الاصطبار يُمكنهُ إتقان أي أمر يدرك أنه مفتاح منزلة اليقين و السبيل السالك نحو مقام العبودية الرحمانية ، حيث يدرك أن على قدر الصبر يأتي الجبر ، و على قدر الاصطبار يكون الاصطناع ، و على قدر الإدراك يهون ثقل المسؤولية و عبء الرسالة  فتزداد قدرة التحمل والمصابرة و المرابطة و المتابرة ثم ينمو معها قدرة التعامل مع هؤلاء الدهماء من البشر ، قال تعالى " يا ايها الذين امنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون ".
 و قال القائل  : (إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه)
والصبر و المصابرة ليس مفتاح الخيرية و الصلاح فقط  ، بل هما مفاتيح النجاح و التمكين ، فإن كنا نتقن الصبر و الاصطبار و المصابرة فإننا فعلا نكسب العزيمة والإرادة و الإصرار على النجاح بل إننا فعلا نحب ما نفعله و نقدمه للإنسانية جمعاء بكل حب و بالفعل سوف نحصد الود و الحب نجاحا و الصبر بقينا و العمل إحسانا ، و هل جزاء الاحسان الا الاحسان ، فلنحب ما نفعل كي نفعل ما نحب ، و لنقدر الصبر حق قدره حتى لا نندم ، فقوة الصبر في لحظة غضب مع بعض الدهماء تمنع ألف ندم و ندم و ترفع الانسان منزلة النبهاء ثم إلى مقام الحكماء

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين