الداعي نيوز / مقالات 

المال اﻷسود يتعدى المال كمفهوم ليشمل إستغلال المنابر للترويج وشراء الذمم واﻷصوات سواء كانت المنابر الدينية أو الثقافية أو اﻹعلامية أو السياسية أو غيرها ، ويستغل بذلك القواعد والأفراد للتسلط عليهم بطريقة قانونية ، دستورية تضمن النفوذ في مؤسسات الدولة . 

نفوذًا كهذا يُساعد في رفد هذا المال بمالٍ أكثر ينتج ماكنة أكبر تستغفل عوام الناس بحججٍ متعددة  تستهدف ذوي العقول الساذجة والمبادىء الهشة . 
تُروج الاحزاب والكتل والتيارات السياسية لدعاياتها الانتخابية عن طريق اذرعها في مؤسسات الدولة
وتتخذ من الجموع والأفراد قواعداً لها ، توهمهم بشتى الطرق والوسائل لتصل لغايتها المنشودة 
التي ينساقُ لها جمع كبير من السذج او من الذين هم بأمس الحاجة لبضع دنانير رخيصة تُمثل توجهاتهم وتطلعاتهم البائسة ، هذهِ السياسة اللعينة دائب عليها
الكثير من زعماء العملية السياسية وبشكل واسع  في المناطق المُعدمة والمحرومة وإن دلت على شيء فإنها تدلُ على ركاكةِ وهشاشة الفكر الذي يعتمدهُ النظام السياسي . 

منطقيًا تُمثل هذهِ السياسة "الرخيصة" الدور الحقيقي لقادة العملية السياسية في اخضاع القواعد بطرق ملتوية تسهم في تعزيز نفوذهم ، والاستمرار في الهيمنة على مؤسسات حيوية وتنموية واقتصادية .

كل ذلك نتيجة الثقافة القائمة على المصالح الشخصية لدى تلك القواعد تارةٍ وانعدام الرؤيا والتفكير بالمصالح العامة تارةٍ اخرى وما بين هذين الخيارين هو تنفيذ مشروع الاقصاء للكفاءات الوطنية 

ان النظام السياسي القائم على طبيعة التحاصص الديني والطائفي والكتلوي ، يبني خيوط فشلهِ بسبب هذهِ السياسة التي تُعجل بهِ نحو الجحيم ، كما الحال مع الدكتاتوريات السابقة التي فضلت فئات وطوائف ، على مثيلتها بمختلفن مفاصل إدارة الدولة ومؤسساتها