"خاتــــــون بغداد" .. ما زالت حيّة تسعى ..!!

09:51 - 2022-07-22
علي ناصر الكناني

الداعي نيوز / مقالات 
 
المس جيرترودبيل او "المس بيل" تلك المرأة البريطانية التي ذاع صيتها وشهرتها ولعبت دوراً مهماً وبارزاً في السياسة البريطانية ابان احتلال الجيوش البريطانية للعراق حين عملت بمنصب السكرتيرة الشرقية للمندوب السامي البريطاني مما مكنها من اقامة علاقات صداقة مع عدد من سياسيي العهد الملكي آنذاك وتركت بصمات واضحة على الحياة السياسية والاجتماعية والاثارية في العراق .لتكون من المبادرين الاوائل لفكرة تأسيس وانشاء متحف خاص باللقى الاثارية والقطع النادرة من الاثاره التي تم اكتشافها خلال عمليات التنقيب الاثارية في مناطق متفرقة من العراق .. 
في اواسط التسعينات نشرت احدى الصحف المحلية العراقية خبراً عن زيارة صحفية امريكية تدعى "جانيت والاش" لبغداد لعدة ايام بغية استكمال مواد كتاب لها عن "حياة المس بيل في العراق" التي اطلق عليها العراقيون في عشرينات القرن الماضي لقب (خاتون بغداد) حيث التقت الصحفية  (والاش) خلال زيارتها بالعديد من الشخصيات العراقية المعروفة لمعرفة المزيد من المعلومات والتفاصيل عن (المس بيل)  دورها السياسي والاجتماعي في العراق . 
كما اشارت الصحفية عن مقابلة (والاش) للمؤرخ الراحل الاستاذ عبد الرزاق الحسني الذي حدثها بدوره عن (الخاتون) عندما التقاها في العشرينات بمسكنها في شارع النهر يوم كان صحفياً شاباً ، كما التقت الدبلوماسي المعروف يوسف الكيلاني نجل المرحوم عبد الرحمن الكيلاني نقيب اشراف بغداد وأول رئيس وزراء عراقي ، الى جانب زيارتها للمقبرة التي دفنت فيها (بيل) في رصافة بغداد ، اضافة الى استعانتها بالمكتبة الوطنية وعدد من رسائل الماجستير التي وضعت عنها كوثائق مكتوبة وزيارة الاماكن التي كانت تتردد عليها (المس بيل) كالمتحف العراقي وبستان الحاج ناجي في الجادرية .. 
ما نريد ذكره هنا هو انه على الرغم من الذكاء الحاد الذي كانت تتمتع به هذه المرأة في محاولاتها لكسب ثقة البعض من سياسيي تلك الفترة لتمرير سيل المعلومات التجسسية عبر الرسائل الخاصة التي كانت تبعثها الى ادارتها في العاصمة البريطانية لندن الا انها غالباً ما كانت تفشل في استمالة القادة والزعماء الوطنيين من ابطال ثورة العشرين وثوارها .. 
واذكر انني حين التقيت السيد جعفر ابو طبيخ (رحمه الله) احد المشاركين فيها وشقيق احد زعماء الثورة العراقية الكبرى عام 1920 وهو السيد محسن ابو طبيخ حين التقيته قبل اكثر من ثلاثين عاماً مع عدد آخر من رجال الثورة وابطالها ممن كانوا ما يزالون على قيد الحياة آنذاك .. 
حدثني السيد جعفر عن واقعة زيارة قامت بها (المس بيل) للسيد محسن ابو طبيخ في داره في ناحية غماس ، للفت انتباه المحيطين به من ابناء العشائر والمشاركين بالثورة ، بأن السيد ابو طبيخ تربطه علاقة وثيقة وطيبة بالانكليز وقادة الاحتلال البريطاني ، ولكن وكما يقول السيد جعفر .. انتباهة شقيقه السيد محسن قد فوتت الفرصة عليها من تحقيق الهدف من وراء هذه الزيارة المقصودة ، فقال لها قولته المعروفة"اذا أردتم ان تكسبونا فاكسبوا الشعب اولاً!!" ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين