حمدان والدرس البليغ !!
05:06 - 2022-06-29
علي ناصر الكناني
الداعي نيوز / مقالات
في مثل هذه الأيام وقبل أكثر من اربعين عاماً كلفت من قبل المجلة التي كنت اعمل فيها آنذاك بكتابة تحقيق صحفي موسع خاص عن ذكرى الثورة العراقية الكبرى عام ١٩٢٠ واجراء اللقاءات مع عدد من رجالها وابطالها الذين كانوا، ما يزالون على قيد الحياة آنذاك، ومن حسن المصادفة أن يتزامن هذا الامر مع دعوة كريمة بهذا الخصوص وصلتني من الصديق الباحث والمؤرخ كامل سلمان الجبوري مؤسس ومدير المتحف الوثائقي لثورة العشرين في النجف الاشرف للقيام بجولة في بعض مناطق الثورة واللقاء بمن بقي حي ًٌ من رجالاتها، وكانت هذه الدعوة بالنسبة لي فرصة نادرة بأن احظى بشرف اللقاء بهكذا رجال وأوثق جوانب مهمة من مآثرهم وبطولاتهم الخالدة التي مضى عليها عقود طوال من الزمن. لكوني ما زلت اعتز كثيراً بأني احتفظ الآن بتسجيلاتهم الصوتية وصورهم.
ما اريد قوله هنا ان من بين المواقف التي ما زالت عالقة في ذاكرتي، أني خلال لقائي بأحد رجال الثورة البارزين، وهو السيد جعفر ابو طبيخ في داره العامرة عام 1979، ذكر لي حادثة حصلت مع شقيقه الاكبر والذي هو احد زعماء الثورة وقادتها في منطقة الفرات الاوسط وهو السيد محسن ابو طبيخ، بقوله: بان السكرتيرة الشرقية للمندوب السامي البريطاني آنذاك (المس جريترود بيل) قامت بزيارة السيد محسن في داره في محاولة منها لكسب رضاه وضمان وقوفه الى جانبهم وافهام العامة من الناس بان السيد ابو طبيخ مع الانگليز وصديقاً لهم. الا ان السيد محسن فهم حقيقة اللعبة فرد عليها وامام الجميع قائلاً:(عليكم ان تكسبوا الشعب اولاً قبل ان تكسبونا) مما اشعرها بالحرج واضطرارها لمغادرة المكان مع من اصطحبته معها في هذه الزيارة.
هذه الحادثة ذكرتني ايضاً بحكاية طويلة مشابهة لها حصلت ابان احداث الثورة، وقد رواها لي احد الاصدقاء المولعين باستقصاء ماهو مثير من الأحداث والحكايا الفريدة التي يزخر بها سجلنا وتاريخنا المشرف وملخصها ان فلاحاً عراقياً قوي البنية وشديد البأس يدعى (حمدان) كان من بين من انتفضت حميتهم وغيرتهم العراقية الاصيلة في رفض الظلم والخنوع لمن يريد احتلال ارضهم واذلالهم. فكانت له صولات وجولات ضد القوات البريطانية المعتدية شهد بها القاصي والداني. مكبداً اياهم الخسائر الفادحة بالارواح والمعدات نتيجة غاراته المتكررة على معسكراتهم ومواقعهم التي احتلوها. مما ازعجت هذه الاخبار ملكة بريطانيا العظمى فكتوريا مطالبة بوضع حد لهذا الرجل والتخلص منه، فأشار عليها بعض مستشاريها بتقديم الهدايا الثمينة له من الذهب والاموال لعله يتراجع عن فكرته فأضافت من جانبها على كل ذلك بأن تقدم له اذا كفّ عن هذه الاعمال حصاناً فائزاً في آخر سباق للخيول في بريطانيا ليمتطيه ويجري في ارض مفتوحة في منطقته حتى يتوقف عن الجري فتكون كل هذه الارض هدية له مع باقي الهدايا الاخرى، وبعد وصول الوفد المفاوض قال حمدان، لرئيس الوفد البريطاني بان ينطلقا سوية بين الحقول وهما يمتطيان حصانيهما , وبعد مسافة توقف الاثنان عن الجري وترجل حمدان عن حصانه وهمس في اذن الحصان كلمات، فهزّ الحصان رأسه بشكل عفوي. وهنا سأله رئيس الوفد قائلاً: هل ان خيولكم تتكلم؟ فقال له حمدان: نعم.. وهنا بادره رئيس الوفد متسائلاً: وماذا قلت له وبماذا اجاب؟
فقال له حمدان: لقد اخبرته بمشروعكم الذي عرضتموه علينا.. فقال لي: كيف لكم ان تقبلوا بأن يوزع الأجنبي عليكم ارضكم؟ اليست هي ملككم. وهنا لم يجد رئيس الوفد البريطاني الا ان يغادر المكان عائداً الى ملكته خائبا ولسان حاله يقول: اذا كانت خيولهم ترفض المشروع فكيف بفرسانها!!
آخر أخبار
-
لجعل العراق منصة واحدة .. توقيع عقد إمرار حركة الاتصالات باسلوب "الترانزيت" مع "DIL” الكردية
03:23 - 2025-05-08
محلي -
ماركينيوس يصبح اللاعب الاكثر ظهورا مع نادي فرنسي في دوري ابطال اوروبا
01:11 - 2025-05-08
دولي -
سوريا تحصل على منحة قطرية بـ87 مليون دولار لدفع رواتب موظفي القطاع العام
01:06 - 2025-05-08
عربي -
هدنة لمدة ثلاثة أيام بين روسيا وأوكرانيا تدخل حيز التنفيذ
12:57 - 2025-05-08
دولي