كتيبة خيالة في سوق الصفارين..!!

08:53 - 2022-04-29
علي ناصر الكناني

الداعي نيوز / مقالات 

في فترة سابقة كنت قد التقيت بعدد من الحرفيين العاملين في سوق الصفارين(الصفافير)  الذي يعد من اشهر اسواق بغداد ومعالمها التراثية والسياحية القديمة كون زمن انشائه يعود كما تشير المصادر التاريخية الى ماقبل مئات السنين وبالتحديد الى عهد الدولة العباسية ، وجرى الحديث معهم حول مايمر به السوق من تداعيات وارهاصات بعد ان هجر صناعه وحرفييه ورشهم ومحالهم الى مهن اخرى لاتمت بصلة الى مهنة الصفارة والنحاس بسبب الكساد وقلة الاقبال على شراء منتجاتهم النحاسية التي يقومون بتصنيعها بانفسهم لوجود البضائع الاجنبية والعربية المستوردة والجاهزة باسعار زهيدة اذا ماقورنت بالمنتجات  المحلية والمصنعة يدويا كذلك عدم تقديم الدعم المادي والمعنوي من قبل الجهات المعنية للصفارين من اصحاب هذه الورش، ولعل من طريف مااثاره بعضهم من ذكريات فريدة ونادرة ونحن نتجاذب اطراف الحديث معهم .
مااجده يستحق الذكر وانا اكتب عن ذلك ،  فقد ذكر احدهم بان والده وجده كانا من قدامى صناع هذا السوق ومن اشهر العاملين فيه مشيرا الى انهما قاما بصنع  العديد من التحف الفنية الجميلة من النحاس التي كان من بينها مشربية ذات زخارف ونقوش رائعه اهدتها الحكومة العراقية انذاك  الى زعيمة الهند الراحلة انديرا غاندي خلال زيارتها للعراق . وذكر اخر حادثة اخرى سمعها من والده لاتخلو من الطرافه والغرابة ايضا ، وهي ان كتيبة الخيالة في العهد الملكي كان فرسانها يمرون بالخيول التابعة لهم من داخل السوق اثناء اشتغال  الصفارين ووسط ضجيج مطارقهم لتعويدها على الاصوات العالية ، لكي لاتجفل او تفزع كي تتعود ان تتناغم خطواتها اثناء المسير مع اصوات ضربات المطارق ، كما ان سوق الصفارين قد شهد ايضا في السنوات الماضية زيارة عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والفنية من بينها رئيس وزراء العراق السابق نوري  السعيد والزعيم الراحل عبد الكريم قاسم الذي عرف عنه انه كان يحث على تشجيع العاملين  في السوق من خلال شراء مصنوعاتهم لاستخدامها كمستلزمات للطبخ في الوحدات العسكرية للجيش . 
بقي ان نقول ان سوق الصفافير يستحق من الجهات المعنية وقفة جادة لاعادة الحياة  له ولورشه قبل ان يغالبها الضياع والنسيان وتكون هي وسوقها اثراً بعد عين .

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين