الفاو وقطار الجرحى السعيد

06:45 - 2022-04-25
طالب المحسن


الداعي نيوز / مقالات 


اربع سنوات عجاف وانا في الفاو، جندي مكلف طبيب، هذا هو وصفي الرسمي، اربع سنوات وانا اغوص في وحلها، اتنقل بين ملاجئها، اتنفس رطوبتها، واسير في شوارعها الغارقة بالماء، اربع سنوات وأنا اعالج الموت قبل ان ينشب اظفاره، اربع سنوات وانا احدق بهذا الجحيم واكتب عنه.
قطعات عسكرية مختلفة الصنوف تجمعت في هذه الارض الموحلة، الصورة تشي عن حدث جلل قريب، أتى مراسل آمر اللواء يطلبني بالحضور فورا .
تربطني بالسيد آمر اللواء علاقة طيبة، فهو يحب الاستماع لاخبار الطب بل ويحب الادب والتراث، هذا الآمر هو العقيد الركن ابراهيم السياب آمر اللواء الثلاثين والذي أعدمه صدام فيما بعد.
قال الآمر : دكتور لقد وصلني توا أمر بنقلك الى بغداد ، الف مبارك ، وانت تعرف ان الوضع على وشك معركة كبرى ، فهيا اسرع بأجراءات النقل .
في الغروب اتممت كل شيء، ودعت الاصدقاء ، تركت اللواء وانا اغذ السير بسيارة الواز نحو مرآب ساحة سعد . في الساحة تناولت العشاء من بائع متجول وانا انظر الى النجوم في سماء البصرة وكذلك الى الحرائق في الجبهة.
التحقت بمدرسة الطبابة العسكرية في معسكر الرشيد حيث تنسبت بعدها الى مديرية القوات الخاصة وفيها ركبت الطائرات لتقفيز المظليين.
نعود الى مدرسة الطبابة العسكرية حيث بقيت فيها يومين فقط، تماما مثل هذه الايام حيث بدأت معركة الفاو وغصت مستشفيات البصرة بالجرحى، طلبوا منا العودة الى البصرة للمشاركة في قطارات الجرحى . ذهبت الى مستشفى البصرة العسكري وعدت في قطار الجرحى السعيد الذي كتبت عنه قصة قصيرة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين