يوميات عيادة

09:49 - 2022-04-08
طالب المحسن

الداعي نيوز / مقالات 

_ماذا تعمل رجاءا ؟.
_سائق واز.
ضحكت وأنا أتساءل: واز ، واز.
اجابني: نعم، الواز العسكرية القديمة.
توقفتْ الواز امام ملجأ المفرزة الطبية في اللواء الثلاثين ، وترجل منها معاون آمر طبابة الفرقة السادسة وطلب مني مرافقته لزيارة موقع متقدم جدا في الفاو. سلكنا الطريق الستراتيجي الذي يخترق الفاو من منتصفها وقد ظللنا المكان حتى وجدنا انفسنا امام آخر ساتر ، حيث استقبلنا القصف بكل أشكاله وقد تركنا الواز لنلوذ بملجأ . دخلنا نحن الثلاثة ، أنا والمعاون والسائق دفعة واحدة، خاف الجنود كثيرا من هذه المباغتة وقد ظنونا اعداءا، بعد ساعة كاملة، ارتشفنا فيها الشاي ، طلب المعاون من السائق ان يعيد اتجاه السيارة صوب البصرة، طل السائق برأسه خارج الملجأ، كان القصف مستمرا والسيارة مكشوفة للنيران ، عاد مسرعا ليخبر المعاون بصعوبة استدارة الواز. هنا انفعل المعاون وأمر السائق بتنفيذ الامر.
قلت له: الواز العسكرية
اجابني : هي نفسها الروسية .
قلت : هل تعرف انك اعدتني قرابة اربعة عقود ورميتني     في جحيم الحرب.
قال : المهم عدت سالما.
اجبته: لاشيء يخرج سالما من الحرب.
كل أناشيد الحرب الصدئة تسربت من صندوق الذاكرة تتقافز مثل فقاعات ساخنة تكوي أيامنا.
قلت له: تتذكر نشيد أحنه مشينه للحرب؟.
ضحك وقد غارت عيناه وهو يقول : انا لا أمشِ للحرب، انا اذهب بالواز .

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين