التاسع من نيسان بين سقوط نظام وتأسيس الدولة

09:24 - 2022-04-08
حسين علي الحمداني

الداعي نيوز / مقالات

شكل التاسع من نيسان 2003 مفصلا في تاريخ العراق الحديث كونه أنهى حقبة من الدكتاتورية  في العراق كانت جاثمة على مقدرات العراق أرضا وشعبا ونهايتها كانت حلما لكل عراقي يريد الخير والسلام لبلده.
لذا كان سقوط وتهاوي النظام القمعي والشمولي في العراق محل ترحيب شرائح كبيرة جدا في المجتمع العراقي الذي كان يحلم بنظام سياسي جديد يمكننا من تجاوز السنوات العجاف السابقة وخاصة وإن اسماء كثيرة كانت معارضة للنظام وعانت من جراء هذه المعارضة له ،كانت هذه الأسماء والتنظيمات هي من تصدت لمرحلة ما بعد سقوط النظام الشمولي مما ولد ثقة لدى الشارع العراقي بأولئك الذين عاشوا في أوربا وأمريكا ودولا أخرى سيكونون قادرين على بناء عراق جديد من شانه أن يرتقي نحو العلا في كافة المجالات خاصة في ظل وجود موارد مالية كبيرة من جهة طاقات عراقية قادرة لو استثمرت بالشكل الصحيح أن تنهض بهذا البلد بسرعة كبيرة. لهذا كانت تطلعات الشعب العراقي كبيرة جدا وهو يغادر مرحلة النظام الشمولي إلى مرحلة الديمقراطية التي لم ندخلها بحذر بل باندفاع كبيرة وتجلى ذلك في انتخاب الجمعية الوطنية ومن ثم التصويت على الدستور العراقي عام 2005.
بعد عقدين من التاريخ نجد إن ما كنا نحلم به لم يتحقق منه سوى الجزء اليسير جدا وفي حدود ضيقة للغاية أما القسم الأكبر مما كنا نريده فقد عبثت به رياح الإرهاب وتقاسم السلطة ومخرجات الديمقراطية التي لم تكن يوما من الأيام مقياسا لتشكيل الحكومات التي تعاقبت على العراق وفق محاصصة لم تترك لأية كفاءة عراقية مكانا لتأخذه في عملية بناء الدولة والتأسيس لمفهوم المواطنة والعدالة الاجتماعية.
وهنا نسأل من يتحمل تعطيل تحقيق الأحلام المشروعة للشعب العراقي؟ في البداية قوات الاحتلال الأمريكية تتحمل ذلك لأنها جاءت بمشروع إسقاط نظام سياسي لكنها لم تأت بمشروع بناء دولة عراقية وتركت الأمر دون الشروع به.
وأيضا القوى السياسية العراقية التي لم تسعى هي الأخرى لعملية بناء الدولة بقدر سعيها لتقويض أركان هذه الدولة أو ما تبقى منها وتأسيس كانتونات صغيرة مع تقاسم ليس للسلطة فحسب بل لموارد البلد عبر تقاسم الوزرات والموارد ومناطق النفوذ.
وهذا ما أدى إلى ظهور الجماعات الإرهابية المدعومة خارجيا من أن تستثمر في هذه الأوضاع خاصة وإن أمريكا الدولة المحتلة منشغلة في تخبطها والقوى السياسية العراقية مشغولة هي الأخرى بمشاريع طائفية وفئوية تشوبها حالات فساد عديدة مما أدى لأن يكون الإرهاب عاملا آخر ومهما من عوامل فشل بناء الدولة العراقية الجديدة كما يريدها الشعب.
ونحن نستذكر هذا اليوم في جانب مهم منه علينا أن نفكك منظومة التعطيل لعملية بناء الدولة العراقية لا سيما وإن قواتنا المسلحة الباسلة والحشد الشعبي المجاهد والقوى ألأمنية ألأخرى تمكنت من دحر الإرهاب والانتصار عليه، والقوات المحتلة أوشكت أن تنهي ما تبقى لها من تواجد على أرض العراق وهذه العوامل تساعد في بروز مشروع وطني عراقي يضع نصب عينية عملية بناء الدولة العراقية وفق أسس المواطنة الصحيحة بعيدا عن المحاصصة الطائفية أو الجهوية والسعي لتأسيس مفاهيم جديدة في القاموس السياسي العراقي بعد أن بقينا لعقدين من الزمن مكبلين بالمحاصصة والشراكة والتوافقات التي لم تجعلنا نتقدم خطوة واحدة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين