حيّة سيد دخيل

04:06 - 2021-10-03
طالب المحسن
الداعي نيوز / مقالات
فشلت كل المحاولات والجهود لاصطيادها، في الحقيقة لم يرها احد ولم تترك اثرا سوى لدغتها. في هذه القرية التي تشتهر بزراعة الرز والتي تغفو على ضفة النهر حيث تزورها انواع الطيور والاسماك ولا يعكر صفوها غريب سوى نزاعات تنشب لاسباب بسيطة فتوقد جمرة الكراهية في صدورهم وتعيد حكايا انتصارات مزعومة وبيارق تعانق السماء.
هذه القرية تغيرت احوالها، صارت اكواخها مضاءة حيث تركوا فوانيسهم مشتعلة حتى الصباح وصاروا ينامون على أسرة ولا يأكلون على الارض وأحكموا غلق الابواب وكوات اكواخهم ليلا، لكنها تصلهم حيث يتصاعد الصراخ ويهرعون الى المستوصف الوحيد في الناحية.
الاعراض نفسها دائما، يصرخ الملدوغ من ألم شديد وأحمرار في مكان اللدغة، الملدوغون يقولون : كأنه ماء يفور في عروقهم، ماء يسمط الاحشاء. تم إحالة الكثيرين الى مستشفى القضاء وبعضهم وصل العاصمة.
المختبر المركزي اكد إنه سم افعى لكنه يغير من تركيبته الكيمياوية مما تعذر إنتاج مصل مضاد. الطبيب في المستوصف وبعد اشهر من أول اصابة صار يستقبل الملدوغين الجدد بهدوء تام ويكرر عباراته : عليكم أن لا تخافوا فهذا السم غير مميت، فقط اصمدوا وتحملوا ألالم.
نعم انه غير مميت، عرف أهل القرية بذلك حتى انهم تركوا الاستحكامات الكثيرة والمصائد لأنها غير مجدية لكنهم لاحظوا شيئا غريبا، إن جميع الملدوغين صاروا ينسون كثيراً، تلاشت الذاكرة القديمة حتى صار الماضي دخانا يتصاعد ويضيع في الفراغ. استغربوا من اسماء مدارسهم واسم الشارع الوحيد والمقهى واسماء أبنائهم، غيروا كل الاسماء وصارت المدارس تحمل اسم الربيع والبرتقال والمطر وصار الابناء نهرا، قمرا، قهوة وورودا .
الأسماء الجديدة يعرفها الجميع بل يحسها ويتلمسها السامع، انها محايدة ولا تحمل ضغينة، نسوا حروبهم وتمزقت راياتهم. الغير ملدوغين، وحدهم يلسعهم الماضي وتفور الدماء في عروقهم وكأنهم لدغوا الآن.
آخر أخبار
-
صدور توضيح من الأمانة العامة لمجلس الوزراء بخصوص توقيتات الدوام الرسمي
11:24 - 2025-07-11
محلي -
روسيا تسجل درجات حرارة قياسية غير مسبوقة منذ نحو 30 عاماً
09:16 - 2025-07-11
دولي -
تحديد موعد إجراء قرعة الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم
07:03 - 2025-07-11
محلي -
طقس العراق.. تصاعد للغبار وارتفاع في درجات الحرارة
11:33 - 2025-07-11
محلي