غريب…كأن العالم لفظ انفاسه الأخيرة ثم نسي أنه يموت 
فظهرت منه غلطات ترعد وغفلات صنعت منها غمامة سوداء تخيف وتمرض،
بلغت الحداثة مبلغها لكن! الألوان لا دفء فيها ولا حياة 
غريب…هنا حيث لا حياة ولا موت ،
الجميع يتسابقون إلى تقديم الاسوء كأنهم لم يعرفوا معنى الرحمة يوماً .. يركضون خلف ما لا يُمسك ،صداقات،علاقات،شراء اثمن الحاجات، ثم تتعالى الضحكات،لكن! يمشون لا رغبة في الوصول ، بل هربا وخوفا من مواجهة السكون ورفضا للموت وترك ما سيتركهم رغما عنهم انه مرض حين ترى الاستقرار الروحي قد ضاع .. كل شيء يدعو الى الحيرة ويؤدي الى التفكر والسؤال الا تستلمي أيتها النفس العنيدة من انت ومن اين وكيف؟ هل من عقد قد وقعتِ عليه قبل مجيئك وعهد وميثاق قدمتِه؟
ام انك هنا بلا قيمة ، محصورة في دائرة تقاتلين الجوع والشهوات وان مال قلبك في حب شيء انقلب شراً عليك ..
تفكري وليس التفكر في حدود ما عقلت في الحياة فلن تجدي مخرجا حقيقيا وان بحثت شرقا وغربا في بحار الارض وجبالها 
الحقيقة ان الذي خلقكِ من قبل في الأرحام وجاء بك وهو الله برسول ملائكي هو وحده القادر ان يعيدك وينقلك من الفناء الى البقاء بموت افتراضي ، موت قبل موت وبمظهر ونبي مرسل لا تخلو منه الارض.. الحقيقة مستصعبة لذلك اتجهتِ الى حلول اسهل كانت بالنسبة اليك هي الأقرب لكن كان ذلك ظناً منك فزادتك بعدا وضياعا حتى وقعت بشباك عقيدة باطلة تزهق الأرواح وتثقلها من حيث لا تعلمين وهي ان تطعمي من لا يُطعم وترزقي من لا يُرزق ناسيةً حقك من هذا الوجود والمصير المحتوم.