لماذا يختار الكثير من الناس الجهل عن عمد؟.. إليكم السبب

315 مشاهدة
04:40 - 2023-11-12
أخبار منوعة

الداعي نيوز / متابعة 

يُفضل الكثير من الناس البقاء جاهلين في العديد من الأمور والملفات، خاصة إذ كان من الممكن أن يترتب على علمهم بها القيام بأفعال لا يودون فعلها، وهو ما يُسميه علماء النفس "الجهل المتعمد". واللافت هو أن نسبة كبيرة من الناس يُفضلون "الجهل المتعمد"، بل إن نحو نصف البشر يُفضلون الجهل على العلم ببعض الأشياء.

وقال تقرير نشره موقع "بيغ ثينك" الأميركي، واطلعت عليه "العربية.نت"، إن دراسة أجريت مؤخراً أظهرت أن نحو 40% من الناس يُفضلون "الجهل المتعمد" بالكثير من الأشياء، وذلك من أجل "تجنب المعلومات التي تكشف عن العواقب السلبية لأفعال الفرد".

وقال لينه فو، طالب الدكتوراه في جامعة أمستردام إن "أمثلة الجهل المتعمد كثيرة في الحياة اليومية". 

وأضاف: "أردنا أن نعرف مدى انتشار الجهل المتعمد ومدى ضرره، وكذلك سبب انخراط الناس فيه".

ولمعرفة ذلك، أجرى فو وفريق من الباحثين أول تحليل للأدلة التجريبية للجهل المتعمد، وتم نشره في المجلة الصادرة عن جمعية علم النفس الأميركية، كما قاموا بمقارنة نتائج 22 دراسة شملت مجموعه أكثر من 6000 مشارك.

ووجد الباحثون أن هناك دافعين اثنين وراء "الجهل المتعمد". الأول هو أن الشخص يريد ألا يعرف عواقب أفعاله، ولذلك يظل بإمكانه اعتبار نفسه فرداً مستقيماً أخلاقياً حتى لو قرر التصرف بأنانية، حيث "يعمل الجهل المتعمد على حماية صورته الذاتية". 

ومن الأمثلة على هذا النوع : مدير الشركة الذي لا يريد أن يعرف بأن أنشطة أعماله تقوم بالإضرار بالبيئة أو استغلال الفقراء أو غير ذلك، لأنه يريد أن يتجنب الشعور بالذنب.

أما الدافع المحتمل الثاني فيُعرف باسم "الغفلة المعرفية"، أي أن الناس يكرهون التفكير أكثر مما يجب. وقد ينبع ذلك من الكسل، أو عدم الاهتمام، أو عدم الرغبة في تخصيص الوقت لمعرفة المزيد. ومهما كانت الحالة، فإنهم يفضلون القرار السريع والسهل، حتى لو كانوا سيتصرفون بشكل مختلف لو كان لديهم المزيد من المعلومات.

وقال شاؤول شالفي، المؤلف المشارك وأستاذ الأخلاقيات السلوكية في جامعة أمستردام: "النتائج رائعة لأنها تشير إلى أن الكثير من سلوكيات الإيثار التي نلاحظها مدفوعة بالرغبة في التصرف كما يتوقع الآخرون منا أن نفعل".

وأضاف: "جزء من الأسباب التي تجعل الناس يتصرفون بشكل إيثاري وأخلاقي يرجع إلى الضغوط المجتمعية بالإضافة إلى رغبتهم في رؤية أنفسهم بشكل جيد. ولذلك فان الجهل يوفر طريقة سهلة للخروج من هذا الوضع".

وقد خلص المؤلفون إلى أن "الأدلة الإجمالية تشير إلى أن الجهل هو في الواقع بجزء منه متعمد ومدفوع بدوافع البحث عن الأعذار والحفاظ على الصورة الذاتية".

اختيار المحررين