الداعي نيوز / مقالات

لا يمكن تحويل الدولة الفاشلة إلى دولة ناجحة، او تحويل الدولة القديمة إلى دولة حديثة، ما لم يؤخد بمقومات نجاح الدولة الحقيقية. 
مقومات نجاح الدولة ذاتية ينتجها نفس مفهوم الدولة، وتطوره، واستقرار قوانينه العلمية، وليس من خارجها. 
المقومات الذاتية مقومات علمية قائمة على التجربة الطويلة، ومعطيات العلم، والخبرات التراكمية. 
لا يكفي لنجاح الدولة ان تكون القاعدة الفكرية التي تقوم عليها سليمة وحقّة، ولا يكفي لنجاح الدولة ان يكون الفيلسوف الذي نظّر لها عبقرياً، ولا يكفي لنجاح الدولة ان يكون المؤسس الذي مات من اجلها نبيلاً، ولا يكفي لنجاح الدولة ان يكون المرشد لها اخلاقياً عظيماً، ولا يكفي لنجاح الدولة ان يكون قادتها سجناء ومنفيين ومظلومين من الدولة التي قبلها، ولا يكفي لنجاح الدولة ان يكون قادتها وشعبها مستعدين للموت من اجلها. فان الدولة قد تتوفر على جميع هذه العوامل مجتمعة، او بعضها، وتكون دولة قديمة وفاشلة، ينخرها الفسادوالفقر والخراب والضعف والهوان على الدول. 
قوة الدولة علم، واقتصاد الدولة علم، وادارة الدولة علم، وتنمية مجتمعها علم، والحفاظ على صحتهم وتعليمهم علم، وصناعة الحضارة والجمال والفن والعمران كلها علم. 
تنجح الدول بمقدار ما تتعلمه من تجارب الاخرين، وتفشل الدولة بمقدار ما تغفل عنه من تجارب التاريخ. 
تنجح الشعوب عندما تتخلص من افكارها وتصوارتها ومفاهيمها المغلوطة عن الدولة، وتفشل الشعوب عندما تصر على زراعة وحصاد  وتدوير افكارها الميتة او المميتة حول الدولة. 
تتعثر الدول التي يثقلها الفكر السياسي الخرافي او الظني او الموهوم او الاسطوري او الحالم او المغرور او النرجسي او المكرر المستنسخ من زمان ومكان وانسان لم يعد موجوداً. 
تتقدم الدول التي تفكر بواقعية، وتراجع نفسها بمسؤولية، وتتعلم بسرعة، وتعتبر بحكمة، وتتنظم بذكاء، وتنتج بنشاط، وتجيد قراءة وفهم التاريخ وفلسفته. 
انما تفلح الشعوب التي تسلم دولها الى العلماء الحكماء، والموهوبين الاذكياء، والمخلصين الاكفاء من اهل النزاهة والعفة والوطنية والاخلاص. 
ولا تفلح ابدا الدول التي تسلم دولها بيد المحتالين والحمقى وخونة الامانة . 
يقول الإمام علي (ع) : دولة الأكابر من أفضل المغانم، دولة اللئام مذلة الكرام .