الداعي نيوز / مقالات

عند نهاية كل عام تتجه الأنظار الى المنجمين الذين وإن قيل بحقهم عبر حديث منسوب للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كذب المنجمون ولو صدقوا, لكنهم يشغلون بال الناس. فالعقل البشري وبرغم كل التطور العلمي والتقني يبقى شغوفا بشكل أو بآخر بالغيبيات بل حتى الخرافة أحيانا. يختلف ذلك بالطبع بين من يتبنى مايقوله بعض رجال الدين بشأن الغيبيات لجهة الإيمان القطعي بها, أو من يتتبع أخبار المنجمين ولو من باب الفضول أو حب الإطلاع أو حتى نصف تكذيب نصف تصديق. العام المنصرم (2024) حفل في بدايته بالكثير من توقعات المنجمين يتقدمهم بالنسبة لنا اللبنانية ليلى عبد اللطيف والعراقي أبو علي الشيباني. هذا العام (2025) حيث مازلنا في بدايته أمطرنا هؤلاء المنجمون بالكثير مما يتوقعون بشأن هذا البلد او ذاك أو هذه الشخصية أو تلك. ليلى عبد اللطيف تحدثت عن تغييرات كبرى كالعادة وخصت بعض الزعماء السياسيين ورجال الدين بما رأت إنها أخبار مؤسفة بالنسبة لهم. 
هناك من يجادل في أن بعض توقعات مايقوله هؤلاء تتحقق. لكن حصول حدث هنا أو هناك هل يبقى حكرا لتوقعات هؤلاء أم أن هناك معطيات تؤكد حصول تحولات وتغييرات حتى لدى من يصنفون أنفسهم خبراء وأحيانا إستراتيجيين. إذن قسم مما يقال هو ليس أكثرمن  "حجارة بالظلمة". ولكي نحتكم الى الوقائع والأحداث التي حصلت فإنه لم تكن من بين أجندة المنجمين سقوط طائرات خلال نهاية عام 2024 وبالطريقة التي حصلت فيها والسبب الذي أدى  الى سقوطها وهو الطيور لثلاث من الطائرات الأربع على الأقل. المفاجأة التي لم تكن متوقعة بل هي سلسلة مفاجآت وضعت  ليلى عبد اللطيف  و أبو علي الشيباني في زاوية حرجة لجهة عدم صدق توقعاتهم. فعبد اللطيف توقعت فوز كمالا هاريس وخسارة دونالد ترمب وصدقتها أنا, بينما توقع الدكتور طه جزاع أستاذ الفلسفة على فوز دونالد ترمب مع أن دكتور طه لايؤمن بعلم التنجيم أصلا. فاز توقع غير المنجم وخسرت أكبر منجمة تحصد مئات الآف اللايكات عند كل توقع. أما دخول أبو محمد الجولاني سابقا (أحمد الشرع) لاحقا دمشق دخول الفاتحين وإسقاطه بـأحد عشر يوما نظام بشار الأسد الذي حكم سوريا لمدة 54 عاما فكان خارج توقعات أستاذ الفلسفة طه جزاع وتنبؤات المنجمين وغير المنجمين.