الجهاد الفكري.. معركة العقول ضد طغاة الأرض

04:39 - 2024-08-31
نصير العبودي


الداعي نيوز / مقالات


 إن الجهاد في الإسلام ليس قتالا بالسلاح بل جهاد أعظم وأدوم وهو الجهاد الفكري هذا الجهاد الذي يتطلب من الإنسان أن يقاوم الطغيان والباطل بفكره وقلمه وأن يظل صامدا أمام كل محاولات التحريف والضلال التي تسعى لتشويه دين الله الحق بالظنون والأوهام وذلك بالسعي المستمر لتنقية العقول من أدران الجهل والخرافة التي تبناها الطغاة وغلفوها بعناوين دينية ومذهبية وهو الطريق الذي سلكه الأنبياء والأولياء والاولياء والعلماء الربانيون أصحاب الفكر الواقعي الذين يرون أن التهادن مع الباطل هو خيانة للأمانة التي حملوها فلا يجوز للمفكر أن يسكت على الباطل أو يهادنه تحت أي ظرف كان لأن في ذلك مدخلا للفساد وانتشار الظلم وهو بذلك يضيع الرسالة التي من أجلها بُعث الأنبياء وأرسل المصلحون ، إن الطغاة الذين يستغلون الدين لتحقيق مصالحهم الشخصية هم أعظم خطر على المجتمعات فهم لا يستخدمون قوة السلاح فقط لإخضاع الناس بل يسعون إلى تطويع الدين نفسه لخدمة أهوائهم هؤلاء هم أعداء الجهاد الفكري الحقيقي إذ أنهم يحاولون تضليل الناس وتوجيههم نحو عبادة الأشخاص والعقائد الزائفة بدلا من عبادة الله بعقيدة اليقين  ويجب على كل انسان أن يتسلح بالعلم والفكر النير  وأن يرفض القبول بأي فكرة تُخالف مبادئ الفطرة والحق والعدل .
الجهاد الفكري هو فعل إيجابي يستلزم البحث والتعلم والنقاش بالحسنى وتبيان الحقائق بحزم وثبات . إن أعظم ما يمكن أن يقوم به المتحرر في هذا العصر هو التصدي لهؤلاء الطغاة بالكلمة الصادقة والموقف الراسخ فلا ينبغي أن نسمح للخوف أو التردد بأن يقيدنا بل علينا أن نواجه التحديات بشجاعة متسلحين بالعلم والحكمة ومتصفين بصفاة معنى الله الحق الذي ينير لنا درب المواجهة  فلا تراجع أمام الطغيان ولا مهادنة مع الباطل بل استقامة وثبات على طريق الحقيقة حتى نلقى الله وقد أدينا أمانتنا وحافظنا على عهدنا كما ضرب مثلا لذلك الامام الحسين عليه السلام وقلة من أتباعه وأهل بيته كان الجهاد الفكري هو سلاحهم  وأنه الطريق نحو نشر العدل الإلهي والسلام في الأرض.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين