نصيحتي الى رئيس الحكومة

03:54 - 2024-04-29
د. رائد الهاشمي

الداعي نيوز / مقالات 

رفع سعر البنزين قرار مؤجل منذ سنوات طويلة وكانت الحكومات المتعاقبة تتهرب منه وتُأجله خوفاً من تبعاته المتوقعة ومن الغضب الجماهيري المتوقع , حيث كنا نعرف بأن القرارقريب لامحال لأن ضغوطات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تتزايد وتطالب برفع الدعم الحكومي عن أمور عديدة ومنها الوقود.
قرار الحكومة الحالي بزيادة سعر البنزين المحسن والسوبر فقط وبقاء البنزين العادي على سعره لا يتعدى سوى جَسّ نبض للشارع وتخفيف للصدمة التي ستأتي لامحالة وهي رفع سعر البنزين العادي.
الجميع يعرف بأن رفع أسعار الوقود تعقبها نتائج خطيرة على السوق وعلى المواطن وعلى الطبقة الفقيرة في المجتمع حيث أن هناك ثوابت لايمكن النقاش فيها فارتفاع سعر الوقود سيؤدي الى ارتفاع أسعار النقل بشكل عام وسيؤدي الى ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية وخاصة في غياب السيطرة الحكومية على السوق وهي حالة عامة تعودها المواطن مع جميع الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 ولحد الآن حيث سيستغل التجار وحيتان السوق هذه الفرصة لرفع أسعار المواد الغذائية تحت سمع وأنظار الأجهزة الحكومية التي لن تستطيع أن تمنعهم مثل كل مرة ,ومثل مالم تتمكن من محاسبة ومنع أصحاب المولدات الذين يتفننون في استغلال المواطنين كل شهر ويتحدون الحكومة علناً ويستمرون بغيّهم دون رادع.
الخلاصة النهائية من قرار رفع أسعار البنزين أن الذي سيخسر ويدفع الثمن فيه هما اثنان (المواطن الفقير ورئيس الحكومة السيد السوداني) فالأول وهو المواطن الفقير ذو الدخل المحدود فسيخسر ويعاني الكثير حتى لو لم يمتلك سيارة لأنه سيعجز عن تلبية احتياجات عائلته الضرورية من المواد الغذائية والأدوية والسلع الرئيسية التي سترتفع أسعارها بشكل جنوني ناهيك عن أسعار النقل في جميع الوسائط والتي سترتفع أيضاَ وبذلك سيكون المواطن الفقير هو الضحية الكبيرة والمظلومة الذي يدفع ثمن كل الأخطاء وكل القرارات, أما الخاسر الثاني في اعتقادي فهو رئيس الحكومة السيد السوداني الذي وقع ضحية تحمل نتائج قرار رفع أسعار الوقود والذي تهرب منه بذكاء جميع رؤوساء الوزراء السابقين وتحمله هو والذي سيجعله يخسر كل انجازاته التي حققها على أرض الواقع منذ تسلمه الحكومة ولحد الآن وسيخسر الالتفاف الشعبي الكبير من حوله وخاصة الطبقات الفقيرة والتي استبشرت خيراً به وعوّلت على انجازاته المتحققة في فترة قصيرة ولكن سرعان ماسينسون كل هذه الانجازات مع ارتفاع سعر الطماطة والبطاطا والبصل والباذنجان وعندما سيعجزون عن شراء الفواكه لأطفالهم.
دعوتي الى السيد رئيس الوزراء أن لايقدم على خطوة رفع سعر البنزين العادي مهما كانت الضغوطات الدولية ويبقي الوضع كما هو عليه وأن يحاول إعادة الهيبة للدولة في محاسبة كل من يتلاعب بقوت المواطن اليومي وأن يضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بالانتفاع الشخصي وزيادة أرصدته في البنوك على حساب الفقير وأن يفرض سيطرة الدولة على السوق ليحمي المواطن من كل أنواع الجشع والطمع والاستغلال.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين