وطنيون نطلب الاصلاح

11:11 - 2023-11-20
صلاح السعدي

الداعي نيوز / مقالات 

 كثرت الشعارات وتلونت وتعددت ولكن حقيقتها في واقع الحال غائبة، ولا نعرف ألزيفها ام زيف من يرفعها ؟
وفي كل الأحوال فإننا عاصرنا العديد من الحكومات منذ عقود ونسمع وندرس ونتغذى شعار الوطنية الا اننا غير العاطفة لم نجد، فمنذ نشأت الحكومة العراقية الملكية كانت الوطنية هي حب العائلة الملكية أو موالاتها وإظهار الطاعة لها بقبول توجهاتها الغربية كيف كانت ، وبعدها الجمهورية القومية التي غيرت تعريف الوطنية على أنها الانتماء الصوري للأمة ورفع شعارها والاهتمام بقضاياها والتضحية من اجلها بطريقة الاشر والبطر بالسلاح والدم  وقد كلف هذا التعريف للوطنية استنزاف طاقاتنا البشرية والمالية بالحروب التي حصلت بالنيابة وبالدعم الذي كان يصل إلى شعوب البلدان الأخرى ونحرم منه لنكون وطنيين، اما اليوم فالوطنية ظهرت بلون اخر عنوانه طائفي مذهبي وربما لست بساخرا اذا تجردت لاقول ان الوطنية في هذا البلد أصبحت مدى الولاء للاجندات الخارجية !! 
فاذن مازالت الوطنية لم تظهر حقيقتها وهي مبدأ الاصلاح الحقيقي والذي تغير أصله أيضا ليوافق وطنية مدعاة في المشهور ومخفية غائبة في القلة الذين وجدوا أصلها في فطرتهم وتجمعوا بها حول فكرة اصيلة لا تعيدهم الى الوطنية الحقة فحسب بل الى فكر الحقيقة المطلقة الذي غاب عن الكثير منا بسبب من لبس ثوبها دون امتلاكها واخفات صوتها بطغيان الأفكار الظنية والوهمية، فوجدوا ان الوطنية شعار يقف على اصل فطري يحمل الإنسان  على إصلاح نفسه ومحيطه لإظهار وطنه مظهرا  لما حمل من معنى الحقيقة الالهية الفطرية التي هي من حق كل إنسان على وجه البسيطة الا انها لم تجد وطنا الا نفس المعصومين الذين لا يجدون في نفوسهم أثرا لأي انتماء غير الانتماء الإنساني والفطري للارض والسماء، ومن حيث هذه الانطلاقة والظهور لهذه الحقيقة السامية ظهر الشعار الحق الذي تميز عن بقية الشعارات بحقيقة معناه وصدق من حمله بعد ان أصلح النفس من بعد النفس اصلاحا فكريا به تعالت النفوس الصالحة في سماء الإباء بتجديد الشعور بالانتماء لروح المكان والزمان في وطن اولد التاريخ والحضارة بظهور  بواكير الحقيقة بالرسل الالهيين الربانيين ومن انتمى اليهم من النبيين والصديقين الذين تحزب أبنائهم اليوم بعد ان انتموا اليهم بالفكرة الحقة وشهود العالم الحق بحزب الداعي الدستوري ارضيا وسماويا وعملوا بهدوء نفوسهم وصلاح وطنيتها يحملون السلام الذي تنعموا به بعد ان وجدوه ومسوه وفطروا عليه كصفة الهية بها لحقوا بمن تاسوا به وهو الحسين"عليه السلام" الذي رفع الشعار ذاته قبلهم بقوله ( لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ولكن خرجت لطلب الاصلاح ) وهم أيضا بقائدهم ورائدهم الداعي الامام الرباني لم يجدوا في فكرتهم ووطنيتهم الحق أثرا للظلم والاشر والبطر والفساد بل هي دعوة سمحاء تبدأ من حيث اعتراف النفس بفسادها وانحرافها عن جادة الله فتقبل طلب المصلح لاصلاحها لتعود الى عالم النور والرحمة ولا تكره أحدا على الاصلاح بل ان ما هذبها الله عليه بتربيته للنفوس وجدوا ان لا اكراه في الاصلاح لان النفوس الفطرية باصلها تحب الاصلاح ولا تحتاج إلى بيت له وبؤرة لظهوره لتنتمي اليه  وهذا هو مشروع الله بالرسل والأئمة الربانيين منذ أن عرفتهم الأرض.
فوطنيون بأمر الله بالانتماء الى روح الله ومعناه متحزبين بحبه وحب خلقه وصالحين بقبول الانتماء الى طلب الحسين "عليه السلام" بعد اعترافهم بما خلفت افكار الطائفية والعنصرية فيهم من فساد ويطلبون الاصلاح باعادة النفوس الى جادة الانتماء الفكري والفطري لروح الوطن ومعنى الانسانية التي تغني عن كثرة الرقابة وهدر الطاقات لمحاربة فساد لن نجده اذا وجدنا الصالحين المصلحين لتظهر حركة الأعمار والخدمات شعارا لحياة النفوس وصلاحها في حب الحياة وحب الانتماء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين