قرصة الوعي ببساطة هي هكذا
04:59 - 2023-08-07
صلاح السعدي
الداعي نيوز / مقالات
القرص وسيلة تستخدم عموما للايقاظ من نوم او غفلة ، وليست قرصة المنبر ببعيدة عن ذلك ، فهي تدنو من كونها صعقة للعقول للانتباه إلى الخدع التي اغشت بصائر الجموع باسم الطقوس والشعائر الدينية ومنها شعائر القضية الحسينية التي كثرت واصبحت بشكليتها محل سجال وجدال بين الفرق الإسلامية التي غفلت كلها عن ان لشعائر الدين اصل فطري هو المحتوى الحقيقي الذي نستفيده كعابدين وطالبين للحقيقة السماوية التي حملها الرسل برسالاتهم بعدما بلغوا مقام الدراية والمعرفة لينبهوا الناس إلى ما انتبهوا اليه وعاشوه .
ان الشيطان الذي بقى كمعنى نقيض لهذا المضمون هو الذي يقنع الناس بالعاطفة والشعائر دون العقل والأصل ، ووفقا لذلك جاءت قرصة شيخ منبر لطفل بدعوى تثبيت الشعائر حسب رؤيته، لكن منطقيا فهذا العمل يعكس عدم امتلاك فاعله لجوهر القضية الحسينية التي لو عدنا بعقولنا إلى كل تفاصيلها لما وجدناها تنطبق على ما يشتهر من شعائر لها ، فمثلا زينب ع الصابرة الابية التي لم تشق جيبا ولم تخمش خدا وهي القائلة اللهم تقبل منا هذا القربات .. لا تحمل حقيقتها ندبات الويل والثبور والعويل والجزع التي اشتهرت بها قصائد الشعراء وبعض الممارسات الجسدية التي لاتعكس عظمة الحدث ولا تنم عن دراية الجموع بما حمله الحسين ع الذي لا نعرف كيف استطاع الرواة جمع قصته وطرحها بشكل درامي محزن لا يتخلله شيء عن الحقيقة بل فقط سرد لاحداث وسجال كلامي لانعرف كيف تم حفظه ونقله بعد مئات الأعوام من الحادثة ، لكننا اعتدنا ان نصدق كل ما يتفق مع مشاعرنا تجاه هذا الحدث العظيم وهذا ما غيب عن وعينا حقنا في إيجاد نهج الحسين ع الذي يحمل لنا سبيل النجاة وطريق العودة الفطرية إلى اصل ما خلقنا له بمن سبقنا كامام رباني يحمل راية الإصلاح الحقيقي التي بها تصلح نفوسنا لتعود إلى الجنة كعودة أبينا ادم ع بموت قبل موت والتي نسيناها ونسينا ضرورتها وانشغلنا بمن ورث بنو امية وبنو العباس لنحمل عليهم بغير ما حمل عليهم الحسين ع ، حيث اظهر لهم العصمة ودعاهم اليها وقدم لهم نفسه خادما داعيا ودليلا .
ان انشغالنا عن فقر نفوسنا رغم جهلنا بمصيرها بعد الموت ورضانا عنها دون العصمة واليقين هو غاية ما يريده الشيطان فبذلك ضمانة ولائنا له وفي ذلك خسراننا المبين ولكي نستفيق نحتاج مثل هكذا قرصات لنصرخ من الظلمة التي احاطتنا ونتوجه إلى الصادق المعصوم الرباني الذي يحمل جوهر القضية ويملك وسائل البيان لنا ليعيدنا فطرة إلى الله ومن هذه الوسائل هي الشعائر الموروثة ومنها شعائر القضية الحسينية التي وجدناها بين يديه خالية من الدماء وصافية نقية لا صراخ فيها ولا عويل بل هي مفعمة بدموع الخشوع والسكينة التي تعيشها النفس بلقاء ربها والتي عبر عنها الحسين ع بذاته انه لايرى الموت الا سعادة .. فما اسعد من وجد الحسين ع وما اسعد صاحب الحظ الذي يستفيق بقرصة بعوضة أو نملة ليصحوا إلى صلاة الفجر .
آخر أخبار
-
سعد عبد الأمير : الفرق السعودية تمتلك محترفين على مستوى عالي جداً ونسعى لتشريف الكرة العراقية
07:47 - 2024-12-03
فیدیو -
محمد قاسم نصيف : المباراة صعبة ولكن هدفنا الفوز لا غير
07:43 - 2024-12-03
فیدیو -
جيش كوريا الجنوبية يعلن حظر الأنشطة البرلمانية والحزبية
07:36 - 2024-12-03
دولي -
رئيس الأركان الايراني يوجه دعوة للعراق وسوريا وروسيا
07:33 - 2024-12-03
دولي