الافكار والحياة

11:29 - 2023-05-08
صلاح السعدي

الداعي نيوز / مقالات

في النهاية تتساوى الافكار مهما اختلفت في طريقة عملها ونتاجها الواقعي اذا ما تساوى سقف الغاية منها وان ظهر من بعضها مستوى عدل نسبي اعلى من سواها تحت مستوى الطموح النهائي.

هذا مختصر عالمنا المقسم اهله حسب تبعيتهم الفكرية الى اصناف وفئات وطوائف واحزاب عديدة ومتنوعة ومختلفة ومتخالفة اغلب الاحيان وخلاصة هذه الافكار التي ممكن ان تختزل الى دينية ولا دينية هو كيف يمكن ايجاد نظام حياتي يوفر للفرد والمجتمع حياة هادئة وهانئة وهي غاية لم تتحقق ابدا وان ظهرت بعض المجتمعات اكثر استمتاعا وراحة من غيرها الا انها جميعا لا تتعدى حد الموت ولم تكشف يقينا سر وجود الانسان وكيف يمكن ان يصل الى حقيقة نفسه فيتمكن من تجاوز عقبة الموت.

وكل ما هو دون الموت يعتبر حياة دنيا اي اقل من طموح الفطرة واي نتاج لفكرة ضمن حدوده لن تكون الا احسن نسبيا او اسوء نسبيا وربما هناك من يعترض فيقول بان الاديان تعد الاتباع بما وراء الموت والوعد ليس حقيقة انما الحقيقة محسوسة ومدركة وهنا لا اقصد بالاديان ما جاء به الرسل المبشرين لان اولئك لم ناخذ افكارهم منهم مباشرة لنقارنها مع بقية الافكار هذا من جانب ومن جانب اخر فقد جاءتنا من ضمن الكم الهائل مما روي عنهم ما يشير الى تجاوزهم سقف الغاية الدنيوية وادراكهم للحقيقة. 

 وعموما لايمكن ان نرجع ما بين ايدينا من اديان اليهم لتعدد الطوائف باسمائهم وتعدد الاراء في موروثهم . وهذا السقف للافكار ومحدودية الطموح اولد تنازعا وتنافسا للهيمنة والسلطة في قيادات الافكار المتمثلة بالتوجهات السياسية والاقتصادية للدول المختلفة والتي اخلّت بالنظام الحياتي والبيئي للارض الى حد اصبح بعضها يهدد بفنائها.

ولكي نخرج من هذا القمقم المخيف باحداثه التراجيدية ليس لنا الا ان نرفع سقف الطموح لنواكب التطور العقلي للبشرية ونحاول ان نجد الافكار التي تخرجنا من حدود الصراع الى حيث السلام الحقيقي بمعرفة النفس من اين وفي اين والى اين وبما ان الفكرة موجودة فلا نستحيل الامكانية .

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين