الطرشي البغدادي يتصدر موائد افطار الصائمين

03:36 - 2023-04-19
علي ناصر الكناني

في رمضان ..يزداد الطلب عليه....الطرشي البغدادي يتصدر موائد افطار الصائمين ايام زمان...

تعد صناعة المخللات  ،الطرشي، من المهن القديمة التي عرفها البغداديون واشتهروا بها ايام زمان. حين كانت بعض البيوتات في بغداد والحوانيت المنتشرة في أزقتها ومحلاتها القديمة التي تقوم بصناعته من خلال وضع بعض الخضراوات والفواكه في الماء والملح لأيام معدودة ثم يتم نقلها إلى (الخل والثوم ليلذ تناولها خصوصاً في وجبات الغداء الدسمة كالأسماك والدجاج والمشويات الأخرى، ما يزيد من فتح شهيتهم على تناول الطعام وخصوصاً خلال أيام شهر رمضان المبارك ، إذ قلما تخلو المائدة الرمضانية منه، ومن الخضراوات المستخدمة في هذه الصناعة الخيار بنوعيه الماء والقثاء والباذنجان والشوندر والشلغم والجزر وغيرها إلى جانب استخدام بعض الفواكه الصلبة كالتفاح والكوجة والليمون والزيتون بأنواعه. 
الفنان سميرالقاضي يتحول الى طرشجي.. 
قبل سنوات طوال التقيت مصادفة الفنان الراحل سمير القاضي الذي عرفناه من خلال ادواره الكوميديةالمنوعة في العديد من الاعمال التمثيلية والمسلسلات التلفزيونية في اواسط الستينيات وسبعينيات القرن الماضي والتي من بينها مسلسل تحت موس الحلاق مع  الفنانين سليم البصري وحمودي الحارثي.ومسلسل ابو البلاوي وغاوي مشاكل وجحا مع  الفنان خليل الرفاعي ..وغيرها من الاعمال التلفزيونية المتيزة والمحببة لدى المشاهد.التقيته بعد غيابه عن التمثيل ليفتتح له محلا لبيع المخللات ،الطرشي، في منطقة المنصور تحت مسمى سمسم ليكون هذا المكان الذي اهتم بديكور واجهته على غرار محل اشهر بائع طرشي في كرخ بغداد ايام زمان،حنانش، هو اشبه بملتقى ثقافي وفني لاصدقاء ومحبي القاضي.
الطائي .. طرشجي ابا عن جد
في مدينة الحرية اتخذ  الحاج لطيف الطائي الذي توارث المهنة عن والده وجده محلا له لعمل وبيع الطرشي وعلى الطريقة البغدادية ايام زمان مما اكسبه خبرة متراكمة في هذه المهنة وكما يقول تجاوزت النصف قرن من الزمن ليتعلم ارارها وخفاياها وليورثها بدوره  إلى بقية أولاده..واضاف مستذكرا جانبا من الاسلوب الذي كان  يتبعه الباعة القدماء للطرشي الذي يصنعونه  في بيوتهم ثم يدورون به وهم يحملونه على رؤوسهم باناء خزفي كبير يسمى (السد) بين المحلات والأزقة والأسواق لبيعه على الناس مقابل أثمان زهيدة قياساً إلى وقتنا الحاضر. ويستطرد في حديثه وهو يروي لنا بعض العادات المتبعة سابقاً من قبل أرباب هذه المهنة خاصة خلال شهر رمضان اذ يقول:- كان من عادة والدي وجدي حين يهل شهر رمضان المبارك يقوم باستئجار أحد المطاعم أو المقاهي في منطقة سكننا وهي (الجعيفر) في الكرخ لأن تلك المطاعم تكون مقفلة طيلة شهر كامل فيتم استئجارها من قبلهم لعمل وبيع الطرشي للصائمين. **وماذا عن أشهر باعة الطرشي في ذلك الوقت..؟ - لقد كان من بين من اشتهر بهذه المهنة في منطقة الجعيفر في الكرخ الطرشجي (حنانش) الذي يعدّ من قدماء وأشهر من عملوا في هذه المهنة. وكذلك الحاج محمد صالح الملقب ابو نوري الطائي والحاج باقر ترك والحاج عباس في منطقة الكاظمية. * وهل هناك من بين هؤلاء من عمل في هذه الحرفة من النساء؟ - نعم، كانت هناك من النساء اللائي تميزن بجودة عملهن في هذا المجال امرأة من بيت \"طكة\" في الكاظمية، كما هناك طرشجية آخرون كالمرحوم الحاج عبد علي السلامي والحاج مهدي الطرشجي والحاج ذيب الطرشجي في منطقة الأعظمية. * وماذا عن الأسعار أيام زمان والجودة في صناعة الطرشي..؟ - إن الجودة في الطرشي تعتمد على الخبرة والباع الطويل في هذه المهنة فضلاً عن طبيعة النفس التي تقف وراء صناعته وعمله. أما الأسعار فكنا نبيع (البستوكه) المصنوعة من الخزف وتتسع لثلاثة كيلوغرامات تقريباً بسعر دينار واحد، ويعدّ الطرشي العراقي من ألذّ وأجود أنواع الطرشي في بقية البلدان المجاورة، وهناك من يشتريه ليأخذه معه إلى المحافظات الأخرى ليقدمه هدية أو (صوغة) وحتى أن البعض يأخذونه معهم إلى الخارج، للغرض المذكور نفسه..!! إلى جانب إن الكثير من الناس في تلك البلدان لايلذّ لهم تناول الطرشي المصنوع في بلدانهم إلا بعد خلطه مع الطرشي والخل العراقي.  لافتا الى ان سر المهنة في هذا العمل هو ما يقف وراء نجاح وشهرة بائع الطرشي، أما من يغش في صناعته باستخدام مواد غير جيدة في عملية تصنيع الطرشي فهو خاسر لا محالة لسمعته ولزبائنه..
المخللات ..لعلاج كورونا !!
وهنا سالت الطائي عن علاقة المخللات بعلاج بعض الامراض وبالامكان استخدامها للوقاية منها...فاجاب على الفور نعم بالتاكيد ومنها وباء كورونا وذلك باستخدام خل التفاح والماء والملح كغرغرة الى جانب استخدامه في علاج المسالك البولية وتعقيم اليدين واللحوم وخاصة لحم الدجاج.لافتا الى ان المخللات المستوردة لانقوم ببيعها مباشرة الابعد اضافة الخل والثوم العراقي والمواد الاخرى بمايلائم ويناسب اذواق الزبائن .

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين