الداعي نيوز / مقالات

أحداث ووقائع الحياة صارت تدور في الواقع الافتراضي أكثر من الواقع المادي.. علاقات الإنسان الخاصة ومعلوماته الشخصية أضحت مرتبطة بالتطبيقات والبرامج على شبكة الانترنت، الأمر الذي أصبحت معه الخصوصية عرضة للانتهاك.
والخصوصية تعني بأبسط معانيها أن يترك الإنسان ونفسه دون تدخل أو انتهاك لخلوته مع أشيائه الخاصة كذلك تعني قدرة الفرد على عزل نفسه وإخفاء معلوماته وقد يبدو الامر ممكنا في سياق الحديث عن الخصوصية التقليدية المتمثلة بمسكن الفرد وأسراره العائلية، لكن الامر يتعقد مع الخصوصية الرقمية والتي ترتبط باستخدام الافراد لشبكة الانترنت وللاجهزة الذكية ولوسائل التواصل الاجتماعي ووجود معلوماته على العالم الافتراضي مما ينعكس سلبا على واقع الافراد وحياتهم الخاصة.
 فالكثير من التطبيقات  تطلب من المستخدم معلوماته الخاصة المتعلقة باسمه الكامل وتاريخ تولده وحالته الصحية واحيانا موقعه الجغرافي وهذه المعلومات تكون شرطا لقبول التسجيل في البرنامج ومن ثم السماح باستخدامه والإفادة منه وقد تقوم الشركات التي تدير تلك التطبيقات بإعطاء المعلومات الرقمية الى أطراف اخرى كشركات الإعلان ما يؤدي الى انتهاك الخصوصية الرقمية للمستخدمين وكمثال على ذلك فان المعلومات المتعلقة بالأصول الإفريقية للأفراد تؤثر سلبا في حصولهم على فرص عمل أو على تمتعهم بالتأمين الصحي في الدول التي يكثر فيها التمييز العنصري.
صحيح أن هناك بعض الضمانات التي تحمي الحق في الخصوصية الرقمية كتشفير البيانات وتحويلها الى رموز لا مقروءة  لغير شخص المستخدم الحقيقي أو طلب الرمز السري للدخول لبعض التطبيقات لكن تبقى هذه الضمانات عاجزة عن حماية خصوصية المستخدمين من امكانية تداول معلوماتهم وبياناتهم الشخصية او سرقتها من قبل قراصنة البيانات.
ومن هنا  تبرز  اهمية الدعوة لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وضرورة ان تراعي الشركات المختصة بإنتاج أجهزة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته حقوق الانسان وخصوصية معلوماته وان تحافظ على أمنه الشخصي والعائلي كذلك فان هذه المخاطر تضع المدافعين عن حقوق الإنسان أمام مسؤولية كبيرة لصياغة قواعد قانونية وأخلاقية دولية تلزم الشركات التي تنتج البرامج والتطبيقات وتديرها بالحفاظ على خصوصية الأفراد الرقمية وضمان عدم تسريبها تحت اي ذريعة.