في يوم لغة الضاد

08:25 - 2022-12-22
علي ناصر الكناني

الداعي نيوز / مقالات 
 
نستذكر هذه الايام رحيل علامة العراق الكبير مصطفى جواد ونحن نحتفل بيوم لغة الضاد التي جبلنا على التحدث بها منذ الأزل وهي العربية  وهي اللغة التي شرفها الباري سبحانه بتنزيل آياته البينات في القرآن الكريم على نبي الرحمة والإنسانية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم )وحري بنا اليوم أن نحتفل بذكرى علماً بارزاً من اعلامها وقامة شامخة من قمم الفكر والعلم والأدب الدكتور جواد والتي  تأتي متزامنة مع الإحتفال بلغتنا الأُم لغة الضاد العربية ونستذكر جوانب ولمحات من سيرته الوضاءة ومسيرته الثرية بالإبداع الفكري واللُّغوي والإنساني من خلال ما رواه لي الآثاري الأستاذ سالم الآلوسي قبل رحيله الى بارئه عن استاذه ومعلمه وصديقه المقرب مصطفى جواد والتي من بينها احتفاظه بعدد من الرسائل الخاصة بخط يده مما كان يزود بها الدوائر العلمية والثقافية والاشخاص من الباحثين وطلاب العلم والمعرفة دون فيها جوانب من سيرته الذاتية واعماله العلمية والمعرفية على مدى سنوات التي كان من بينها رسالة موجهة من العلامة جواد الى الاديب خضر الكيلاني وكما ذكر استاذنا الآلوسي ان امثال هذه الرسائل التي يطلب فيها اصحابها معرفة المزيد من التفاصيل والمعلومات عن سيرته وحياته قد كثرت خلال فترة مرضه الأخير قبيل وفاته ( رحمه الله) الذي لم يتأخر في تلبية ما يطلبونه منه بأريحية ومودة منه خدمة العلم والمعرفة وحفاظاً للتأريخ ولاشك ان هذه الرسائل التي وصفها لنا الآلوسي بانها وهي حقاً كما يقول بانها تعد وثائق مهمة ونادرة لكونها توثق وتهتم بسيرة علم من اعلام التأريخ والثقافة والعلم والادب في العراق والوطن العربي كونه استطاع ان يحقق وينال شهرة وسعة الآفاق بمختلف مناحيها واتجاهاتها الى جانب كونها موثقة بخط يده مما يزيد من اهميتها ومصداقيتها .كما روى لنا مؤرخنا الآلوسي كيف انه التقى مصادفة وخلال مشاركته عام 1992 في الندوة الاستذكارية عن العلامة الدكتور مصطفى جواد التي عقدت في بعقوبة بالاديب خضر الكيلاني الذي شارك من جانبه بمحاضرة عن شاعر ديالى الدكتور مصطفى جواد عززها بعرض وثيقة تتضمن سيرة العلامة جواد محرره بخط يده بين مجموعات من مؤلفات وكتب من أعماله وآثاره العلمية والادبية . وقد استطاع الآلوسي ان يحصل على نسخة من الرسالة التي بعثها العلامة جواد الى الكيلاني التي تتضمن اجوبته على اسئلته قبل رحيله الى بارئه سبحانه وتعالى تحدث فيها عن شاعريته وارائه في الشعر وهي شبيهة بإجابات الى تلميذه وزميله السابق الدكتور يوسف عز الدين الامين العام للمجمع العلمي العراقي نتمنى ان تسعى الجهات الرسمية المعنية بتخصيص يوم خاص للإحتفال وتكريم هذا الطود الشامخ من رموز واعلام العراق الكبار والاهتمام بنشر وطبع مآثره العلمية والمعرفية الرائدة وفاءاً منا لما قدمه خلال مسيرته العلمية العريقة التي امتدت لنصف قرن من الزمان خدم خلالها وطنه وامته العربية وتراثها وحضارتها المجيدة لتثمر كنوزاً وذخائر نفيسة في عالم اللغة والتأريخ والفكر والأدب.

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين