ماذا نريد من الحكومة القادمة؟

06:51 - 2022-10-22
حسين علي الحمداني


الداعي نيوز / مقالات 


الارتياح الذي أصاب الشارع العراقي بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف السيد محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة الجديدة،هذا الارتياح سببه تجنب مرحلة صراع سياسي يؤثر على السلم الأهلي  من جانب ،ومن جانب آخر إن هذا الحدث كان يجب أن يحصل قبل عام من الآن وبالتالي فإن البلاد والعباد تعطلت مصالحهم وشهدنا حالات عدم استقرار ودفع الشعب العراقي تضحيات كبيرة.والتالي فإن ما حصل جعل الكثير من العراقيين ينظر له على إنه (إنجاز) تحقق في زمن صعب جدا ليس على العراق فقط بل في العالم بأسره.
ما ينتظره الشعب العراقي من الحكومة القادمة ولا نريد أن نقول الحكومة الجديدة بحكم وجود نفس الآليات التي أعتمدت في تشكيل الحكومات السابقة والتي تتمثل بالمحاصصة بين الأحزاب والمكونات وقرارات اللحظة الأخيرة التي عادة ما تتأخر كثيرا، ومع هذا نجد إن الحكومة القادمة إن نجحت في تقديم الخدمات للمواطن العراقي واستفادت من التجارب السابقة وحققت نصف برنامجها الحكومي وليس كله سنجد إنها ستؤسس لمرحلة جديدة يمكن تسميتها مرحلة (بداية تأسيس ثقة) بينها وبين المواطن هذه الثقة التي على أساس وجودها ترتفع نسب التصويت في الانتخابات القادمة لأن المواطن سيشعر إنه ينتخب من قدم له ما يريد، وهذه مهمة أجدها بالمتناول لأسباب كثيرة أولها بالتأكيد توفر الوفرة المالية التي إن استثمرت بشكل صحيح من شأنها أن تقنع المواطن العراقي بإن الحكومات الائتلافية ليست سيئة طالما إنها تقدم الخدمات  وتبني المدارس وتطبع وتوزع المناهج الدراسية بدل أن يشتريها من المكتبات العامة، وتقضي على البطالة وتحفظ سيادة البلد وترتقي به نحو الأفضل وتزيل الكتل الكونكريتية من المدن الصغيرة منها والكبيرة وتحافظ على المال العام وتواجه الفساد بقوة.
لذا أجد إن تكون من أولويات الحكومة القادمة مسألة الخدمات التي يحتاجها المواطن(شوارع ، مجاري، مدارس، أمن) وهذا يتطلب مجموعة من الإجراءات التي يجب أن تتخذ في مقدمتها أن تسعى كل الأحزاب الموجودة في الحكومة على تقديم كل الفاسدين الموجودين دوائر الدولة للقضاء ورفع الحماية عنهم  وهذا أمر سهل خاصة وإن أحزاب السلطة تدرك جيدا إنها عاشت محنة الانتخابات ونتائجها من جهة ،ومن جانب ثاني إن الشارع العراقي الآن يحتاج إلى أفعال وليس أقوال، كذلك منح الكفاءات فرصة قيادة الكثير من المؤسسات والدوائر التي هي على مساس مباشر مع المواطن وفي مقدمتها دوائر ومؤسسات وزارتي الصحة والتربية مضافا لذلك تحسين المدن العراقية التي شوهتها الكتل والحواجز التي حولت الكثير من شوارعنا إلى ثكنات عسكرية داخل الأقضية والأحياء السكنية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين