الداعي نيوز / مقالات 

آثار شيخ المؤرخين الدكتور الراحل حسين أمين خلال حضوره الندوة الثقافية التي أقامها قبل سنوات مجلس الصفار الثقافي في الكاظمية عن أحد أسواق بغداد القديمة ((سوق الهرج)) جوانب أثيرة من ذكرياته تخللتها العديد من المواقف الطريفة والاستذكارات المثيرة التي عاشها والتي مرت به في صباه وشبابه يوم كان يسكن محلة ( الطوب ) في رصافة بغداد والتي كان يسكنها أيضا يومذاك عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية المهمة والتي من بينها رئيس وزراء العراق نوري السعيد وياسين الهاشمي وجعفر العسكري وغازي الداغستاني وآخرين يوم كانت كما يذكر الدكتور حسين أمين الدار التي تسكنها عائلته ملاصقة لدار الباشا نوري السعيد والتي تحولت فيما بعد إلى مراب لمصلحة نقل الركاب . ومن بين ما تحدث به الدكتور أمين عن ذكرياته يوم كان ما يزال تلميذا في الصف الأول الابتدائي في المدرسة المأمونية حين كان معلمه يومها العلامة الراحل الدكتور مصطفى جواد عن تلك الزيارات المتواصلة التي كان يقوم بها ملك العراق فيصل الأول للمدرسة لقربها من مسكنه والذي تحول فيما بعد إلى مقر للبرلمان ومن ثم تحول عقب ثورة 14 تموز عام ١٩٥٨ إلى مقر لمحكمة الشعب والتي صارت اليوم جزءا من أبنية بيت الحكمة.
لقد كان كما يذكر الدكتور امين ان الملك فيصل الأول كان يحضر إلى المدرسة بزيه العربي ويحدث التلاميذ بشكل هاديء بمعلومات وموضوعات تربوية وأخلاقية هادفة ، ولكثرة حبه للتعليم وشغفه به قدم طلبا ( عريضة ) إلى مدير معارف بغداد يومذاك عاصم الجلبي من مدينة الموصل يطلب فيها تثبيته كمعلم في المدرسة المأمونية , ويعتقد الدكتور حسين امين إن الطلب ما يزال محفوظا في التربية لحد الآن ويعد من الوثائق الخطية المهمة التي يجب الحفاظ عليها ولعل من بين الحوادث الطريقة التي ذكرها أيضا عن تلك الفترة حين قام نوري الدين محمود بعد توليه منصب رئاسة الوزراء إبان تلك الفترة بوضع قائمة لتسعير بعض المواد الغذائية ومنها الفواكه والخضر حيث وضع تسعيرة التفاح الأحمر تختلف عن التفاح الأصفر وهكذا بالنسبة لبقية المواد كما وضع مادة الشلغم في مقدمة قائمة الخضروات مما دفع أحد الشباب من مدينة الموصل بإرسال برقية إلى رئيس الوزراء يقول فيها ( تسعيركم الشلغم أثلج قلوبنا .. سيروا على بركة الله ونحن من وراءكم ) ..