معانات.. وطن

09:22 - 2022-08-21
حسن حنظل النصار
الداعي نيوز / مقالات
شكى صديق على وطنة عند الله بلادي إن جارت عليّ فهي ليست عزيزة و أهلي إن ضنوا عليّ حفرت ظلمهم في عظمي و الوطن هو ما فعله مع أبي و به.
ثم ما فعله مع إخوتي و بهم.ثم ما فعله معي و بي.و الوطن فيه من الغزاة الكثير.و لست أمرؤ القيس كي أنهض من كأسي و مجلسي، قائلا " ضيّعني صغيرا و حمّلني دمه كبيرا ".
أما أنا فقد ضيعني هذا الوطن صغيرا و ضيّع أبي و ضيّع أخوتي و لا حاجة لي بدمه كبيرا.الوطن هو الوطن.الوطن هو اللقاء الأوّل و المواجهة الأولى و البداية الأولى.ماذا أفعل بوطن لفظني كما تلفظ النواة في أول لقاء به ؟.ماذا أفعل بوطن واجهني بالنكران ؟.ماذا أفعل بوطن سعى إلى حصد ركبتيّ حين كنت أحبو ثم صدّني عن ذراعيه حين إشتهيت هوية؟.ماذا أفعل بالهوية ما دمت نشازا في سنفونية الوطن؟
و أما كل الأوطان فتخطىء و تصيب.و أما هذا الوطن فخطأ مزمن و سم رعاف عابر للأجيال.وطن لا يعرف ينجب ، لا يعرف يرضع،لا يعرف يقتل،لا يعرف حتى كيف يدفن.
أنجبني فلاحآ في بادية على ملك الله و الأقدار.إمشي سريعا و لا تطل في الحبو و الطفولة.تسلق الهضاب و اعبر من الأودية و أعوي في وجوه الذئاب إذا ما إشتهت دمك.إجلب الماء من عين الجبل و عد سريعا.قاتل البرد و الحرّ ، إغرس قدمك في الشوك و الطين و الحصباء..قاتل كالوحوش الضارية حتى تتمكن من تعلم الكتابة و القراءة في مدرسة تبعد عن بيتك 8 كيلو متر . إمضغ القناعة حين تشتكي جوعا.إشرب مع الباعوض و الكلاب السائبة و الجراد و العناكب إذا جفّ حلقك.إحفظ سير الزعماء الوطنيين.إحفظ النشيد الرسمي.تأثّر حين تصل إلى مقطع " لقد صرخت في عروقنا الدماء-نموت نموت و يحيا الوطن".إملأ قلبك بالحقد على فرنسا.ثم عد أدراجك إلى بيتك.جدّك في ركنه ساكت.حمل السلاح ضد انكلترا و ضحّى بقوته و قوت بناته و بنيه من أجل الحرية.ألقي عليه السلام.دغدغ صمته بالكلام.لقد نسي كيف يكون الكلام.ذهبت فرنسا و أقبل الوطن كي يصادر بندقيته.حين مات جدي.لم يأت أحد.لم يأت غير الله و الأقدار.دفنّاه كما دفننا الوطن.
عد أدراجك إلى البيت.والدك نام قبل صلاة العشاء.كثيرة مصاريف الدراسة.والدك آمن بتدريس بناته و بنيه.ركض..ركض..لم يستسلم.ما الذي سيفعله؟ هل يسرق؟
حتى حين طرق مكاتب البلد.لم ينصت إليه أحد.من الساذج الذي قال أن الحقوق تفتك ؟.مذ خرجت بريطانيا. و أبي شاهد على أمر ؛ الحقوق للقوادين فقط.جدي إفتك حقه بالسلاح.ثم مات ميتة صرخة في الرياح.عاش أبي و رأى كيف يحيا أبناء القوادين.يحيا العبث.يحيا العبث.
عد أدراجك إلى البيت.أمك متعبة و حائرة ؛ مالذي سترميه في القدر ؟.و نمنا و نام أبي.و مازالت أمي حائرة.هاك نشيد الوطن يا أماه سدي به رمقك " فلا عاش في تونس من خانها-ولا عاش من ليس من جندها ".
من نحن يا أماه ؟.كأن هذا النشيد يستهدفنا ؟ فلا نحن خنّا و لا نحن عشنا !.تصبحي على خير يا أمي.
عد أدراجك إلى البيت.إخوتك درسوا على حساب ظهر والدك و عيون أمك.ثم إنتشروا في البلاد.شهائد جامعية ، من يشتري شهائد جامعية.أبناء القوادة إشتغلوا بلا شهائد.أم هم..فالوطن ليس السيدة الوالدة.
و الآن ، أين أنت يا ذااا. ؟.
ما الذي فعلته؟ هل أنت قادر على حماية والديك ؟ هل أنت قادر على مواجهة أمراضهم هل أنت قادر على الوقوف في حذاءك صهْ.ستظل تجترُّ إنبتاتك و تيهك و أمراضك الدفينة حتى تموت.هذا الوطن ليس بيتك يا توفيق.هذا الحشد ليس أهلك.و أنت لست أمرؤ القيس.
آخر أخبار
-
لجعل العراق منصة واحدة .. توقيع عقد إمرار حركة الاتصالات باسلوب "الترانزيت" مع "DIL” الكردية
03:23 - 2025-05-08
محلي -
ماركينيوس يصبح اللاعب الاكثر ظهورا مع نادي فرنسي في دوري ابطال اوروبا
01:11 - 2025-05-08
دولي -
سوريا تحصل على منحة قطرية بـ87 مليون دولار لدفع رواتب موظفي القطاع العام
01:06 - 2025-05-08
عربي -
هدنة لمدة ثلاثة أيام بين روسيا وأوكرانيا تدخل حيز التنفيذ
12:57 - 2025-05-08
دولي