الداعي نيوز / مقالات 

ترشح السيد ناجي ليكون عضوا في رحلة ناسا القادمة للمريخ ، ولأنه جارنا فقد اكتض الزقاق  بالناس المشجعين والاعلاميين.
السيد ناجي ليس مختصا بالفيزياء ولا الكيمياء ، في الحقيقة لم يكن عالما ، إنه مجرد قاص يكتب في بعض الصحف لكن الحظ لعب دوره كما يبدو حين اطلع مدير الوكالة على نص مترجم له وكانت ناسا تفكر بإشراك شخص متمكن من الوصف ليكتب عن المشاهدات الهائلة على سطح المريخ.
بعد سنة من التدريبات الشاقة في مقر ناسا في هيوستن وبعدها في صحراء نيفادا حانت ساعة الصفر وأنطلقت الرحلة بعد لحظات ترقب حبسَ الكوكب انفاسه وبعد بضعة أيام حطت المركبة على السطح الاحمر، هبط الرواد الثلاثة تباعا وكان اخرهم السيد ناجي، ذلك واضحا من قصر قامته وكذلك مشيته وكانه مازال في الزقاق.
مشى بضع خطوات وانحنى على ارض المريخ وقبّلها ، وحين سُئِل وفي بث مباشر من المركبة عن هذه القُبلة قال : تذكرت وجنتّي حبيبتي .
طبعا هذه الكلمات البسيطة لانسان تعتبر قفزة هائلة للجنس البشري لانها تمنح الرحلة شحنة انسانية طالما نفتقدها، هكذا عبّر مدير ناسا.
الناس في كوكبنا تتابع رحلة السيد ناجي ولم تهتم بموضوع الجاذبية والاحجار والزلازل، بل تمادى صاحبنا ليبث لقطات وهو يستلقي بين الحجارة  ويقول : أتقلب على جمر النار، في إشارة لأغنية ام كلثوم .
في رحلة العودة، كان ملتصقا بالنافذة، قال: لا أستطيع ترك حبيبتي وحدها، ما هذا الفراغ الموحش الذي يدفعني بكفية الى أحضان محلتي والزقاق الذي عشت فيه، هذه الكلمات المليئة بالعرفان جعلتْ المحلة تخرج برمتها حين عاد الى بيته،  صعد على السطح يحييهم، كانوا يحملون اوراقا يحاولون ايصالها له، اعتقد وهذا ما صرح به في لقاء تلفزيوني، انهم يطالبون بالتعيين في ناسا أو تثبيت الاجور اليومية !!، هذا ما يحدث دائما عند تقديم الطلبات لكنه بعد الاطلاع عليها كانت تطالبه أن يدعو لهم في رحلته الجديدة، يدعو وهو في تلك الاماكن الموحشة التي لم تدنسها قدم انسان ، يدعو أن يخلصنا منهم، منهم جميعا .