الداعي نيوز / مقالات 

ابقار في الزريبة تلوك العلف بكسل شديد وبين فترة واخرى تهش الذباب بذيلها، بطات يمشين قرب الساقية وكأنهن فصيل عسكري يستعرض بيوم انتصار، صياح ديكة تتسابق مع الشمس لتعلن عن الصباح، حمار ينهق، زقزقة عصافير، ضفدع كبير نقوق وكأنه فقد صاحبته للتو، كلب يعوي حول الخراف في المرعى، حمامات بيض تنعكس عليهن خيوط النهار الوليد يلتقطن الحبوب قرب حدوات الحصان المربوط قرب النخلة، وحين يصهل تتقافز الحمامات ثم يرجعن،  ارانب صغيرة تطل من جحورها ، تسترق السمع بآذانها الكبيرة، اصوات السيارات البعيدة وهي تمر مسرعة على الشارع العام ، صينية الفطار حيث القيمر والبيض والخبز الحار وبعدها يأتي الشاي ليطرد بقايا النعاس، نسمات هواء باردة تمس الوجه والقلب، حكايا الليل مازالت عالقة في عيون الفلاحات وهن يخطفن مثل طيور حرة، اللون الاخضر الممتد حتى زرقة السماء، اغسل يدي ووجهي بمياه الساقية، اتحسس بلورات الماء وهي تلامس المسامات.
منبه الساعة لا يكف عن الصياح، وبحركة من يدي اخرسته وقلت: ليذهب العمل الى الجحيم ، دعني اكمل حلمي .