مصطفى الكاظمي

07:12 - 2022-02-25
هادي جلو

الداعي نيوز / مقالات 

 الذين بمعيته من الصحفيين والإعلاميين لايطيقونني، ولاعلاقة لي به، لم ألتق به مطلقا، إلا في مرة واحدة، ولم نكن نعرف كلينا، وقد منعت من دخول شبكة الإعلام العراقي صبيحة اليوم الذي دخل فيه مكتب رئاسة الحكومة بعد إختياره رئيسا للوزراء من قبل أبرز القادة الشيعة وحلفائهم الذين إنقلبوا عليهم في تشرين، ثم عادوا لهم بعد إعلان التحالف الثلاثي في محاولة لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، ولأنني أحب الجميع، ومع الجميع، فلا ضير عندي في أي خلطة، سواء تلك التي سماها سماحة السيد الصدر (خلطة عطار) أو أي خلطة أخرى شرط أن تمضي بالعراق الى حيث بر الأمان، فخلطة عام 2018 غير خلطة 2022 مع إن المواد المستخدمة في الطبخة ذاتها، فالخنجر الذي قربه الأخوة في الإطار التنسيقي 2018 ورفضه الصدريون حينها، هو ذاته الخنجر الذي رفضه الإطار، وقربه الصدريون في 2022، والحلبوسي الذي قاتل الأخوة في الإطار لتنصيبه رئيسا للبرلمان في 2018. ورفضه الصدريون، هو نفسه الذي رفضه الإطار، وقربه الصدريون في 2022 وهي واقعية سياسية مالوفة.،والكاظمي الذي إجتمع على تنصيبه أبرز قادة الإطار في 2018 هو ذاته الذي تقارب مع الصدريين، وتفاهم معهم في ملفات عدة، مع أني أجزم بحكم تجربتي كصحفي (معتق) إن الكاظمي كان أكثر رئيس وزراء رعى مصالح الكتل السياسية حتى وإن بدا للناس مناوئا للبعض، ومماليا للبعض الآخر، فقد حافظ على وصال خفي، وعلاقة محسوبة، وخطوط حمر لم يعبرها مع إن جميع الأفرقاء لم يتجاوزوا خطا من تلك الخطوط. 
     مشكلتنا في السياسة العراقية لاصلة لها بالمباديء، ومايحكمها هي المصالح، كن معي فأنت قديس، كن بالضد مني فأنت إبليس، وسواء كنت سنيا، أم شيعيا، عربيا، أم كرديا، يااخي كن من تكون، ولكن حافظ معي على المشترك بيننا، وهو المصالح الكبرى، وأما الكاظمي فقد مضى عليه وقت طويل في رئاسة الحكومة، وسواء بقي لدورة ثانية، أو ذهب فقد نال المراد، وحصل على مبتغاه أيا كان، وأما التشهير به فسببه ليس المبدأ بل المصلحة، وهذا ينسحب على الجميع، فالقصف متبادل على الفضائيات، وفي الإذاعات، ووكالات الأنباء، والصحف، ومواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك ونويتر، وفي المنتديات والمؤتمرات، وفي كل ملتقى وإجتماع، تشهير وتنكيل وتكفير، ولايكاد طرف لم تستهوه تلك اللعبة السيئة مادام يرى في نفسه قديسا، وفي خصمه إبليسا حتى لو كان الخصم شبيها له في السوء، أو أسوأ منه، ولسان حال الكاظمي لخصومه، فاتكم القطار، أما نحن الذين لم نتمكن من لعبة التملق فلم نحصل على شيء من الكعكة، فلم نحسن أن نركب موجة تشرين، ولم نحسن لعبة الدفاع عن إيران، ولم نتمكن من معرفة الطريقة التي توصلنا الى قطر، ولا أن نكسب ود الإماراتيين والسعوديين في لعبة الهيمنة، وشق السواتر بمياه خضراء، وإكتفينا بدمعة سالت على أولاد الخايبات الذين يرقدون بسلام في المقابر، وهم يحلمون بوطن ليس لهم، بل للذين يجيدون لعبة المكر والختل، وعند الله الملتقى حين لات ساعة مندم، وحين يخرج كل مال حرام من خشوم اللصوص، ويتفرغ المحاسبون لكشف الأوراق ورفع الستر عن الفضيحة المكبوتة، ويضعوا كل شيء في موضعه، وعسى أن لانكون منهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين