الداعي نيوز / مقالات

نسدل ستارة النافذة، ما ان نعبر حدود بغداد، حيث يدخل القطار عوالما لا يمسها ضوء، احيانا نخدع ادمغتنا بأن القطار يسير للامام أو للخلف حتى نغط بنوم عميق الى ان تستقبلنا المحطة الاخيرة في ساعات الصباح الاولى.

انتشر ضوء الصباح، ازحنا الستارة، لكننا لسنا في محطة، القطار واقف في صحراء، تسارع المسافرون نحو الابواب، فرغت العربات تماما، ماذا جرى؟ ، القطار عاطل منذ ساعات ولا ندري، صحراء شاسعة، نباتات طبيعية متربة تنتشر في كل مكان، كلاب تعوي، عربة صيانة وصلت تواً ، قفز العمال نحو عربة القيادة ، العمل متواصل والركاب يدفعهم الفضول لمراقبة العمال الشباب ببدلاتهم الزرقاء ومعداتهم الثقيلة ، بعضهم يتمشى بعيدا، أخرون يجلسون على سكة الحديد، ساعات طويلة مرت ولم يصلحوا العطل، انتهى صيف وحل شتاء ، الكلاب صارت تنام تحت العربات، المسافرون يستلون الاخشاب من تحت السكة لايقاد النار وكذلك لعمل شواهد قبور ، العربات صدأت، نمتْ أشواك وعاقول وزهور برية بين العجلات، في المساءات نجلس على السكة قرب عمال الصيانة الطاعنين في السن وهم يتحدثون عن قطارات سريعة في البلدان البعيدة.