منارات ربانية

الغاية الحقيقية للحياة

79 مشاهدة
10:42 - 2025-02-26
إضاءات ربانية

الداعي نيوز/ اضاءات ربانية


قالت لي إحدى الفتيات ، مُستنفرة من الواقع الذي كانت تعيشه بسبب تأخر زواجها وتقادم العمر عليها، متأففة: "كل ما يقولونه لي هو : 'إن شاء الله نشوفك عروس'!"  
فقلت لها: "لا تنزعجي كثيرًا، ولا تبالي أبدا. فإننا لم نُخلَق للزواج ولا للغايات السطحية هذه ، بل إننا مخلوقات لغايات أسمى وأرقى كثيراً."  


ثم سألتها: "أتعرِفين من هو روح الله؟ إنه عيسى بن مريم، الذي وصل إلى القرب من الله وإلى منزلة عظيمة كروح لله، رغم أنه لم يتزوج ولم يكن يملك بيتا أو عملا مرموقًا، وهي أمور يجعلها ويعتبرها الناس اليوم ميزان التفاضل بينهم."  

ثم استطردت: "أتعلمين أن هناك عروسا في القرآن لم تتزوج أبداً؟"  
فقالت بلهفة: "حقًا، من هي؟"  
فأجبتها: "إنها سورة الرحمن، عروس القرآن."  

ثم سألتها: "أتدرين لماذا سُميت عروساً وهي لم تتزوج؟"  
فضحكت مُنفِّسة عن همومها، قائلة: "حقًا، أنا لا أعلم لماذا!"  
فقلت لها: "إن العرس والزواج ليس بالضرورة أن يكون على الصورة التي يبديها الناس ويعرفونها ، بل له اصل ومعنى آخر أعمق، يجعل الإنسان حرًا من قيود تحقيق الغايات المادية الدنياوية. إنه يعني التكامل؛ أي أن يتكامل المخلوق بتكامل نفسه مع عقله، فيصبح مخلوقاً جميلاً يعبر عن توازن وهدوء وصفاء، لأنه أصبح قوياً لا يخاف ولا يحزن."  

تنهدت البنت قائلة: "حقا، هذا مريح أكثر، ويجعلني أسعى وأركز على نفسي وارتقائها أكثر، ويحررني من معاناتي فعلا."  

فأكملت: "نعم، إنه الله ودينه الذي يعطي للإنسان غاياته الحقيقية، ووسائله الصحيحة المناسبة والمتناسبة تماما مع فطرته وما خُلق لأجله فيتزن ويتحرر ويتطور."

اختيار المحررين