الصحة العالمية تحذّر من خطورة الممارسات الدعائية لصناعة التبغ

103 مشاهدة
03:17 - 2025-06-14
دولي

الداعي نيوز/ متابعة 

في تحذير جديد يكشف عن خطورة الممارسات الدعائية لصناعة التبغ، سلّطت منظمة الصحة العالمية الضوء على الأساليب المتطورة والخطيرة التي تستخدمها شركات التبغ لجذب مستهلكين جدد، خاصة من فئة الشباب.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه الشركات تنفق أكثر من مليون دولار في الساعة على الإعلانات، رغم علمها أن منتجاتها تودي بحياة ما يقارب نصف مستخدميها.

ملايين الضحايا سنويًا

خلال حلقة جديدة من برنامج "العلوم في خمس"، الذي تبثه المنظمة عبر منصاتها، أوضحت الدكتورة سيمون سانت كلير، خبيرة مكافحة التبغ، أن صناعة التبغ مسؤولة عن وفاة ما يزيد عن ثمانية ملايين شخص سنويًا حول العالم. وأضافت أن هذه الصناعة، من أجل الاستمرار، تسعى باستمرار لاستقطاب مستهلكين جدد يحلّون محل من قضوا نحبهم بسبب منتجاتها القاتلة.

فخ النكهات والتصاميم المخادعة

قالت كلير إن شركات التبغ تعتمد على النكهات كوسيلة أساسية لجذب الشباب، مثل النعناع والمانجو والفانيليا والعلكة، وهي مصممة خصيصًا لتبدو مغرية وأقل ضررًا، لكنها في الواقع تفتح الباب للإدمان المبكر. كما تلجأ الشركات إلى استخدام ألوان زاهية وتصاميم أنيقة توحي بالرقي والنظافة، وهي صور زائفة تخفي السم القاتل.

سجائر متخفّية.. في هيئة أدوات عصرية

فيما يخص السجائر الإلكترونية (vapes)، أشارت كلير إلى أنها أصبحت تُصمم بشكل يُشبه أدوات شائعة مثل أقراص USB وأحمر الشفاه، مما يسهل إخفاءها عن الأهل والمعلمين، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًا لفئة المراهقين والأطفال.

التبغ يهاجم الجسد بالكامل

أكدت منظمة الصحة العالمية أن التبغ يضرّ تقريبًا بكل أعضاء الجسم، ويتسبب في أمراض القلب والرئة وأكثر من 20 نوعًا من السرطان، إضافة إلى كونه عامل خطر رئيسي للوفاة المبكرة. لكن الإقلاع عن التدخين يُحدث فارقًا كبيرًا: في غضون 20 دقيقة، ينخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وتتحسن وظائف الرئة خلال أسابيع، وتقلّ مخاطر أمراض القلب بشكل ملحوظ خلال عام.

إنفاق بالمليارات لخداع المستهلكين

أوضحت كلير أن ميزانيات تسويق شركات التبغ تفوق في حجمها الناتج المحلي لبعض الدول، حيث تُنفق عشرات المليارات سنويًا للترويج لمنتجاتها عبر المؤثرين والمهرجانات وحتى الهدايا الترويجية، مع استخدام تصاميم مستوحاة من الرسوم المتحركة لجذب الأطفال.

المواجهة تبدأ بالوعي والسياسات الصارمة

أكدت المنظمة أن الرد على هذه الحيل يبدأ بالتوعية وتنفيذ سياسات صحية صارمة، تشمل حظر الإعلانات، وفرض الضرائب، وإلزام الشركات بوضع صور وتحذيرات صحية على العبوات. وتشير أحدث البيانات إلى أن أكثر من خمسة مليارات شخص حول العالم يتمتعون بالحماية من خلال إجراءات تنظيمية فعالة.

رسالة للمستهلكين: لا تنخدعوا

وفي ختام حديثها، دعت كلير المستهلكين إلى عدم الانخداع بالمظهر الخارجي المغري لمنتجات التبغ، موضحة أنها صُمّمت خصيصًا لجذب المستخدم وإيقاعه في فخ الإدمان. وأكدت أن الحماية تبدأ من الوعي، ومن دعم السياسات العامة التي تضع صحة الإنسان فوق الأرباح التجارية

اختيار المحررين