براغٍ صغيرة تمنع أبل من التصنيع داخل امريكا

266 مشاهدة
05:44 - 2025-05-28
علوم و تكنولوجيا

الداعي نيوز/ منوعات

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية والتكنولوجية، هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي الموافق 23 مايو بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على هواتف iPhone التي تُباع داخل الولايات المتحدة إذا لم تكن مصنوعة على أراضيها.

 

ولم تقتصر تهديداته على شركة Apple فحسب، بل أكد عزمه على فرض السياسة نفسها على شركات أخرى مثل Samsung، قائلاً إن "العدالة تقتضي أن تُطبق هذه الرسوم على جميع الهواتف الذكية المستوردة، دون استثناء."

وفي تصريح لافت، تحدث ترامب عن لقاء جمعه برئيس شركة Apple، تيم كوك، قائلاً: «كان لدي تفاهم مع تيم بأنه لن يفعل هذا. قال إنه ذاهب إلى الهند لبناء مصانع. قلت له لا بأس بالذهاب إلى الهند، لكنك لن تبيع هنا بدون رسوم جمركية.»

ورغم حماسة ترامب لتنفيذ هذه السياسة، فإن الواقع التقني واللوجستي يفرض تحديات كبيرة على تحقيقها. أحد أبرز هذه التحديات، كما يذكر خبراء الصناعة، هو استخدام هواتف iPhone لبراغٍ صغيرة جداً يصعب أتمتة تركيبها حالياً. تعتمد هذه العملية الدقيقة على عمال مهرة قضوا وقتاً طويلاً في التدريب، وهو ما يتوفر بكثافة في الصين، بينما يندر وجوده في الولايات المتحدة.

من جانبه، أعرب وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك عن تفاؤله بإمكانية تنفيذ خطة ترامب، مشيراً إلى أن "الملايين والملايين من البشر الذين يثبتون براغي صغيرة جداً لصنع هواتف iPhone سينتقل عملهم إلى الولايات المتحدة، وهناك ستتم أتمتته ليخلق فرص عمل للعمال الأمريكيين المهرة مثل الميكانيكيين والكهربائيين."

ورغم هذا التفاؤل الرسمي، يشير مختصون إلى أن البراغي الصغيرة ليست سوى قمة جبل الجليد. إذ يتطلب بناء مصانع متطورة قادرة على إنتاج هواتف ذكية بمواصفات Apple عدة سنوات، فضلاً عن أن تدريب الكوادر البشرية على العمل في خطوط الإنتاج هذه عملية طويلة ومكلفة. كما أن تكاليف الأراضي والبنية التحتية والعمالة في الولايات المتحدة تفوق بكثير ما هو موجود في دول مثل الصين والهند.

وفي هذا السياق، حذر المحلل الاقتصادي دان إيفز من الآثار السلبية المحتملة لنقل خطوط الإنتاج إلى الولايات المتحدة. فقدّر أن تؤدي هذه الخطوة إلى رفع سعر جهاز iPhone إلى نحو 3500 دولار أمريكي، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف السعر الحالي، ما قد يجعل الهاتف بعيد المنال عن شريحة واسعة من المستهلكين.

بين تطلعات سياسية تستند إلى الشعارات القومية بضرورة "إعادة التصنيع إلى أمريكا"، وتعقيدات فنية واقتصادية عميقة، يبدو أن نقل إنتاج الهواتف الذكية، وفي مقدمتها iPhone، إلى الولايات المتحدة سيظل مشروعاً طموحاً يواجه واقعاً صلباً من التحديات. وفي ظل عالم مترابط اقتصادياً، قد تكون الحلول الوسط، مثل توسيع الإنتاج في دول حليفة ذات تكاليف منخفضة، الخيار الأكثر واقعية خلال المستقبل القريب.

اختيار المحررين